وكان رضي الله عنه يقول: الفقراء أشرف الناس لأن الفقر لباس المرسلين، وجلباب الصالحين، وتاج المتقين، وغنيمة العارفين، ومِنَّة المُريدين، ورضا رب العالمين، وكرامة لأهل ولايته الأكياس.
وكان رضي الله عنه يقول: الأُنس بالله لا يكون إلا لعبد قد كملت طهارة قلبه، وصفا ذهنه، واستوحش من كل ما يشغله عن الله تعالى، فعند ذلك يأنس بربه.
وكان رضي الله عنه يقول: لسان الورع يدعو إلى ترك الآفات، ولسان التعبُّدِ يدعو إلى دوام الإجتهاد، ولسان المحبة يدعو إلى الذَوَبان والهَيَمان، ولسان المعرفة يدعو إلى الفناء والمحو، ولسان التوحيد يدعو إلى الإثبات والحضور، ومن أعرض عن الأغراض أدباً فهو الحكيم المتأدب.
ضوِّعِ اللهم ضريحَهُ المُقَدَّس بنوافِحِ الصلواتِ الزكيّة وعَمِّم مقامَه المُنيف بهواطِلِ التسليماتِ الشَذِيّة
وكان رضي الله عنه يقول: مررتُ وأنا صغير بالشيخ العارف بالله سيدي عبد الملك الخرنوبي رضي الله عنه فأوصاني وقال لي: يا أحمد احفظ ما أقول لك، فقلت: نعم، فقال لي: ملتفتٌ لا يصل، ومتسللٌ لا يُفلح، ومن لم يعرف من نفسه النُقصان فكل أوقاته نُقصان. فخرجتُ مِن عنده وجعلت أكررها سَنَة، ثم رجعتُ إليه فقلت: أَوصني، فقال: ما أقبح الجهل بالألِبَّاء، والعِلَّة بالأطِبَّاء، والجفاء بالأحِبَّاء. ثم خرجتُ وجعلتُ أردِّدُها سنة فانتفعتُ بموعظته.