كان رضي الله عنه غني النفس، حسن المعاشرة، دائم الإطراق، كثير الحِلم، كاتمًا للسر، حافظًا للعهد، كثير الدعاء للمسلمين، هيّنًا ليّنًا، يصل من قطعه، ويعطي من منعه، ويعفو عمن ظلمه، ويحسن مجاورة من جاوره، ويطعم الجائع، ويكسي العريان، ويعود المريض، ويشيع الجنائز، ويجالس الفقراء، ويواكل المساكين، ويصبر على الأذى، ويبذل المعروف، إن منع صبر، ويحث على فعل الخير ويرشد إلى مكارم الأخلاق، ويقبل عذر المعتذر له، حزنه أكثر من فرحه، إذا مشى في الطريق لا ينظر إلا موضع قدمه، يأخذ بأيدي العمي ويقودهم، ويتردد في الليل إلى أبواب المساكين، ويحمل لهم الطعام ولا يعرّفهم بنفسه، كان لليتيم كالأب، وله مناقب كثيرة، كما قال الحافظ المؤرخ الحجة تاج الدين السبكي.
وروى الرافعي أيضًا بالإسناد أن بنتًا تسمى فاطمة الحدادية وُلدت حدباء ولما كبرت وءان أوان مشيها فإذا بها عرجاء ثم سقط شعر رأسها لعاهة، ففي يوم من الأيام حضر السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه الحدادية فاستقبله أهلها والعرجاء فاطمة بين الناس مع النساء وبنات الحدادية يستهزئن بها، فلما أقبلت على سيدنا أحمد قالت: أي سيدي أنت شيخي وشيخ والدتي وذخري أشكو إليك ما أنا فيه لعل الله ببركة ولايتك وقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعافيني مما أنا فيه فقد زهقت روحي من استهزاء بنات الحدادية، فأخذته الشفقة عليها وبكى رحمة لحالها ثم ناداها: اِدني مني، فدنت منه فمسح بيده المباركة على رأسها وظهرها ورجليها فنبت بإذن الله شعرها وذهب احديدابها وتقوّمت رجلاها وحسن حالها.