النصيحة الثانية :
الحمد لله الذي حمد ذاته بذاته ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ، معدن سره و هباتــه ، و رضي الله تعالى عن صحابته الأكرمين الذين قاموا بأعباء الدين و أسسوا دعائمه و تحملوا مشقاته ، و على الأئمة التابعين المهديين الصوفية الصلحاء ، العلماء و العاملين لوجه رب العالمين فأقول و أنا الفقير العبد المفتقر إلى الله عبد الباقي عمر أحمد المكاشفي : أما بعد ، فإلى كافة عموم المشايخ و المقاديم و المريدين الصادقين إعلموا أن النبــي صلى الله عليه و سلم قال : ( الدين النصيحة ) فقالوا لمن يا رسول الله ؟ قال لله و لرسوله و لجماعة المسلمين ) . و عليه أوصيكم بتقوى الله و إتباع السنة و ملازمة الأذكار و الأكل من الحلال و أخدموا لدينكم و لا تكلفــوا الناس . و إعلموا يقيناً أننا عبيد الله تجمعنا الطاعة و تفرقنا المعصية ، و عليكم بملازمة الأوراد و العزلة و الجوع فإن ( البطنة تذهب الفطنة ) ، و إياكم و المزاح فإنه بذرة العداوة و إستعينوا بالصبر و الصلاة في كلا الحالتين الشدة و الرخـاء و عليكم بمساواة الأخوان و حسن المعاملة مع الجار ، و إكرام الضيف و الحب و البغض في الله و عليكم بترك الحقد و الحسد فإنهما يأكلان الحسنات كما تأكل النار الحطب ، و أوصيكم بالزهد و الورع و ترك الغيبة و النميمة ، و إياكم و سفاسف الأمور و عليكم بالعفاف تكونوا عراف و إجتنبوا مخالطة النساء فإنهن حبال الشيطان و شركه الذي لا يخطئ و قد جاء : ( ما خلا رجل و إمرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) . و قال صلى الله عليه و سلم : ( عفوا عن نساء الغير تعف نسائكم ) . و قال : ( أن المؤمنين كالبنيان المرصوص يشد بعضه البعض ). و قد جاء أيضاً : ( إن المؤمن مرآة أخيه ) . فسيروا بسير سلفكم الصالحين و أوليائكم الناصحين و أعلموا أن أصل الطريق الأدب و التواضع و الإنكسار لله لا لعلة أخرى و متى خلا المريد و الشيخ و المقدم من الأدب فإنه من الصواب بمعزل . و كونوا رحماء بينكم فليكرم صغيركم كبيركم ، و ليرحم قويكم ضعيفكم ، و غنيكم فقيركم ، فإن الراحمون في الارض يرحمهم الرحمـن ، و على المريدين الصادقين أن يتأدبوا مع الله بترك محارمه و مع الرسول بإتباع سنته ( قـل إن كنتم تحبوني فإتبعوني يحببكم الله ) . و مع المقايم و المشايخ فيما يأمرونهم به من الخدمة و آداب الطريق ، فإن خدمـة الأخوان أصل في طريق الرحمن ، و عليكم بالصبر و الزكاة و الصيام و الحج إن إستطعتم إليه سبيلاً . و عليكم بجهاد النفس لأنه الجهاد الاكبر ، و أوصيكم أحبابي فأدفنوا وجودكم تنبتوا نباتاً حسناً ، و متى خلا المريد من الأدب لا يشـــم رائحة الطريق ، فحسنوا ظواهركم بالأدب و بواطنكم بالتقوى . و تزودوا إن خير الزاد التقوى ، و أوصيكم بصلة الأرحام فإنها منعمة في الأجل و الزموا بر الوالدين ، و إتقوا الله في النساء فإنهن ودائع الله عندكم . قال صلى الله عليه و سلم : ( أكثركـم إيماناً أكثركم إحساناً إلى أهله . و أعلموا فإن المريد بلا أدب كالنبات بلا ثمر ، طالما ذكرتكم فلم تنفع الذكرى ، قال تعالى : ( فذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين ) ، و كثيراً ما قلت فلم أرى لقولي أثراً و لا لنصحي متحصلاً . قال تعالى : ( و تعيها أذن واعية ) . و فيم التهاون بأمر الله و رسوله ، و التكالب على الدنيا و حب الراحة و عن قريب يصير الواحد منكم تراباً و الديار خراباً . و أوصيكم بالسمع و الطاعة لولاة الأمر منكم ، و أداء ما لهم عليكم و أرجو أن تصغوا لقولي و تعملوا بنصحي حتى أرى لها أثراً و نتيجة تحمد عاقبتها ، فإنني ابرأ من حوالي و قوتي و أعتصم بحول الله و قوته و أسأله العفو و المغفرة و أسأله أن يكون آخر دعواي الحمد لله رب العالمين .
الحمد لله الذي حمد ذاته بذاته ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ، معدن سره و هباتــه ، و رضي الله تعالى عن صحابته الأكرمين الذين قاموا بأعباء الدين و أسسوا دعائمه و تحملوا مشقاته ، و على الأئمة التابعين المهديين الصوفية الصلحاء ، العلماء و العاملين لوجه رب العالمين فأقول و أنا الفقير العبد المفتقر إلى الله عبد الباقي عمر أحمد المكاشفي : أما بعد ، فإلى كافة عموم المشايخ و المقاديم و المريدين الصادقين إعلموا أن النبــي صلى الله عليه و سلم قال : ( الدين النصيحة ) فقالوا لمن يا رسول الله ؟ قال لله و لرسوله و لجماعة المسلمين ) . و عليه أوصيكم بتقوى الله و إتباع السنة و ملازمة الأذكار و الأكل من الحلال و أخدموا لدينكم و لا تكلفــوا الناس . و إعلموا يقيناً أننا عبيد الله تجمعنا الطاعة و تفرقنا المعصية ، و عليكم بملازمة الأوراد و العزلة و الجوع فإن ( البطنة تذهب الفطنة ) ، و إياكم و المزاح فإنه بذرة العداوة و إستعينوا بالصبر و الصلاة في كلا الحالتين الشدة و الرخـاء و عليكم بمساواة الأخوان و حسن المعاملة مع الجار ، و إكرام الضيف و الحب و البغض في الله و عليكم بترك الحقد و الحسد فإنهما يأكلان الحسنات كما تأكل النار الحطب ، و أوصيكم بالزهد و الورع و ترك الغيبة و النميمة ، و إياكم و سفاسف الأمور و عليكم بالعفاف تكونوا عراف و إجتنبوا مخالطة النساء فإنهن حبال الشيطان و شركه الذي لا يخطئ و قد جاء : ( ما خلا رجل و إمرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) . و قال صلى الله عليه و سلم : ( عفوا عن نساء الغير تعف نسائكم ) . و قال : ( أن المؤمنين كالبنيان المرصوص يشد بعضه البعض ). و قد جاء أيضاً : ( إن المؤمن مرآة أخيه ) . فسيروا بسير سلفكم الصالحين و أوليائكم الناصحين و أعلموا أن أصل الطريق الأدب و التواضع و الإنكسار لله لا لعلة أخرى و متى خلا المريد و الشيخ و المقدم من الأدب فإنه من الصواب بمعزل . و كونوا رحماء بينكم فليكرم صغيركم كبيركم ، و ليرحم قويكم ضعيفكم ، و غنيكم فقيركم ، فإن الراحمون في الارض يرحمهم الرحمـن ، و على المريدين الصادقين أن يتأدبوا مع الله بترك محارمه و مع الرسول بإتباع سنته ( قـل إن كنتم تحبوني فإتبعوني يحببكم الله ) . و مع المقايم و المشايخ فيما يأمرونهم به من الخدمة و آداب الطريق ، فإن خدمـة الأخوان أصل في طريق الرحمن ، و عليكم بالصبر و الزكاة و الصيام و الحج إن إستطعتم إليه سبيلاً . و عليكم بجهاد النفس لأنه الجهاد الاكبر ، و أوصيكم أحبابي فأدفنوا وجودكم تنبتوا نباتاً حسناً ، و متى خلا المريد من الأدب لا يشـــم رائحة الطريق ، فحسنوا ظواهركم بالأدب و بواطنكم بالتقوى . و تزودوا إن خير الزاد التقوى ، و أوصيكم بصلة الأرحام فإنها منعمة في الأجل و الزموا بر الوالدين ، و إتقوا الله في النساء فإنهن ودائع الله عندكم . قال صلى الله عليه و سلم : ( أكثركـم إيماناً أكثركم إحساناً إلى أهله . و أعلموا فإن المريد بلا أدب كالنبات بلا ثمر ، طالما ذكرتكم فلم تنفع الذكرى ، قال تعالى : ( فذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين ) ، و كثيراً ما قلت فلم أرى لقولي أثراً و لا لنصحي متحصلاً . قال تعالى : ( و تعيها أذن واعية ) . و فيم التهاون بأمر الله و رسوله ، و التكالب على الدنيا و حب الراحة و عن قريب يصير الواحد منكم تراباً و الديار خراباً . و أوصيكم بالسمع و الطاعة لولاة الأمر منكم ، و أداء ما لهم عليكم و أرجو أن تصغوا لقولي و تعملوا بنصحي حتى أرى لها أثراً و نتيجة تحمد عاقبتها ، فإنني ابرأ من حوالي و قوتي و أعتصم بحول الله و قوته و أسأله العفو و المغفرة و أسأله أن يكون آخر دعواي الحمد لله رب العالمين .