الرئيسية
أحدث الصور
التسجيل
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد حمد لله جل وثناءه و عزت صفاته اصل و اسلم على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق و على اله الاطهار و اصحابه الاخيار ,
فلنشرع في ترجمة تاني اقطاب و تاني خلفاء شيخنا التجاني رضي الله عنه و ارضاه فنقول (منقول ):
هو القطب الكامل والغوث الفاضل ذو الكرامات الجمة والفضائل الشائعة ، بدر السعادة وشمس الهداية التي تقتبس منها الأنوار في سبل المطالب ، ذو الكشف الصريح ، الشريف الأصيل أبو الحسن سيدنا الحاج علي بن سيدنا الحاج عيسى التماسيني رضي االله عنه . هذا السيد الجليل من خاصة الخاصة من أصحاب سيدنا رضي االله عنه ، المشهود لهم بالفتح الكبير في حياته وبعدها.ويرجع أصل سيدنا الحاج علي إلى ينبع النخيل بالمملكة السعودية ،ثم نزح أجداده الأولون إلى سجلماسة بالمغرب الأقصى ،
ليستقر بهم المقام فيما بعد ببلدة تماسين بالجزائر ، التي ولد فيها ونشأ سيدنا الحج علي سنة 1180هـ الموافق لـ 1766م. وأول اتصال له بالشيخ رضي االله عنه ، تم عبر سيدي محمد بن المشري ، وذلك تحت
الظروف التالية:
سيدي أحمد التجاني رضي االله عنه، أودع سيدي محمد بن المشري ، أمرا وأمره أن لايعطيه إلا لمن طلبه منه فتنقل هذا الشريف بين بني عمومته، عله يجد أحدا منهم ينال هذا الخير، إلا أنه لم يعثر على صاحب الأمانة بينهم، فرحل إلى وادي ريغ في تماسين،فالتقى بسيدي الحاج علي، وهو خارج من بستانه، فسلم عليه، واستضافه وتواعدا أن يلتقيا في المسجد بعد صلاة العشاء. وبعد الصلاة توجها إلى بيت سيدي الحاج علي، وتناولا العشاء، ثم طلب المضيف من ضيفه الأمانة التي أودعها عنده الشيخ الأآبر، فأنكر سيدي محمد بن المشري أولا اعتقادا منه أن مثل هذا الرجل ـ وهو لم يره من قبل ـ لا يصلح لتحمل هذا السر ولكن بعد أن لاطفه سيدي الحاج علي وألح عليه في الطلب تبين له أنه هو صاحب الأمانة، وأعطاه إياه وقال: "لا مانع لمن أعطاه االله" ، وآان ذلك سنة 1203هجري عندما آان يبلغ من العمر 23سنة.
فيما بعد ،مر وفد من أهالي قمار برئاسة الولي الصالح وأحد السابقين الأولين لاعتناق الطريق سيدي محمد الساسي بالقرب من تماسين في طريق عين ماضي لزيارة الشيخ رضي االله عنه ، اعترضهم سيدي الحاج علي وسألهم عن وجهتهم وأآرم نزولهم وقـدم لهم طعاما شارك في إحضاره ووعدهم أن يكون زائرا معهم في العام القادم . جاء موعد الزيارة جاء وفد قمار آعادته قاصدا عين ماضي لحضور عيد الأضحى مع القطب المكتوم فوجدوا سيدي الحاج علي ينتظرهم للسفر معهم ، فوصلوا في أمان وبلغوا حــضرة المكتوم فانكب عليه سيدي الحاج علي باشتياق فأمسكه الشيخ رضي االله عنه من
طرف ثيابه وأجلسه إلى جانبه وآان ذلك سنة 1204هـ. الموقع الرسمي للطريقة التجانية استولى حب الشيخ رضي االله عنه على ذات سيدي الحاج علي ولم يستطع الرحيل إلى بلده ومفارقة سيده، ولما ذآره من جاء معهم بأهله وأولاده قال لهم": هم تحت نظره وهو أدرى بحالهم".
بعد هذا لازم سيدنا رضي االله عنه سنوات طوال آان لا يقدم فيها إلى تماسيـن إلا شبه ضيف، وقت جني التمر، ثم يعود إلى ملازمة شيخه، وبقى على هذه الحال إلى أن بلغ مقامه الذي اصطفاه االله له واختاره للقيام به. وبعد ذلك أمره سيدنا رضي االله عنه بالرجوع إلى تماسـين حيث قال له: "لما ترجع على خير إلى بلادك تماسين اشرع في توسيع دارك، واجعل محلا للصلاة و الذآر، واجعل آذلك محلات للواردين عليك، وأآثر من تأسيس الأبنية، فإنك تصير مقصدا يقصدون إليك الناس من آل النواحي، ولا تخف من ذي العرش إقلالا واستعن باالله على ذلك." وبعد استقرار الشيخ رضي االله عنه بفاس ، آثيرا ماآان يقدم سيدي الحاج علي لزيارته ،وعندها يقدمه للإمامة في الزاوية مع آثرة من بها إذاك من الكبراء والفضلاء. وقد اتفق له يوما في الصلاة شيء مما يخل بها فذآر ذلك للشيخ رضي االله عنه ، وآان ذاآر ذلك يستفهمه هل يؤثر ذلك خللا في صحتها ، فأعرض الشيخ عن جوابه على وفق ما أراد وقال": ذلك رجل مفتوح عليه ! والصلاة خلف المفتوح عليه مقبولة ". وناهيك بهذا شهادة من الشيخ رضي االله عنه ، لهذا السيد تنويها بقدره. وحدث الشريف الأجل المقدم البرآة المبجل خديم سيدنا رضي االله عنه سيدي الطيب بن محمد السفيان ، أنه في المدة التي ولاه سيدنا رضي االله عنه النيابة في الإنفاق على داره وقضاء حوائجه ، سأله الشيخ رضي االله عنه عن بعض إمائه ، وآانت مريضة. فقال له":هل اشتريت لها الدواء؟ " قال : "فقلت له": يا سيدي قد اشترينا لها عدة من الأدوية فلم يظهر لها أثرولعل الأوفق لها هو الكتابة )يعني الرقية".( قال : فقال لي رضي االله عنه": ومن يكتب لها؟ ، ثم قال رضي االله عنه": ما رأيت من هو أهل لذلك إلا سيدي الحاج علي التماسيني لو آان حاضرا". قال فقلت له ": وأنا أريد أن تأذن لي في ذلك ، يا سيدي آل من أذنت له في ذلك سيدي الحاج علي. " قال": فلم يقبل مني ذلك وجعل رضي االله عنه يقول : وأين مثل سيدي الحاج علي يا فلان ؟!! " ، وآررها منكرا علي ماقلته حتى وددت أني ما ذآرت له ذلك.وآفاه هذا من شهادة الشيخ بالخير والبرآة. ومن المتواتر عن صاحب الترجمة رضي االله عنه ، أنه آان بعد استيطان الشيخ رضي االله عنه مدينة فاس ، يأتي لزيارته بطريقة الخطوة ، حتى زجره رضي االله عنه عن ذلك ونهاه عنه ، وقال له : " إن آنت تريد مواصلتي الله فلا تأتي إلا آهيئة عامة الناس بنعلين وعكازه مع رفقة تذوق جميع ما يذوقونه في الطريق من العطش والإعياء والخوف وغير ذلك". ومما حدث به بعض الخاصة من أصحاب سيدنا رضي االله عنه ، أن سيدنا الشيخ رضي االله
عنه صلى العصر ذات يوم بباب داره ، وصلى معه جماعة نحو الثمانين من أصحابه وحين التفت من صلاته وأقبل بوجهه على من صلى معه ، لم يشعروا أن سقط بينهم عرجون تمر ، فنظر إليه الحاضرون ولم يعرفوا من أين سقط عليهم ، وتحيرت عقولهم ، فلما رأىالشيخ رضي االله عنه ذلك من حالهم قال لهم: " هذا فعل ذلك الرجل ووصفه بالبهلول أو نحو ذلك". ثم سماه لهم .
ولم اجتمع بالشيخ رضي االله عنه بعد ذلك فقال له الشيخ ":ما الذي حملك على فعلك هذا؟" فقال له": يا سيدي أعذرني فاني آنت في ذلك الوقت في حائط لي والخدام يجنون التمر فرأيت ذلك العرجون فأعجبني فتمنيت لو أن يصل إلى دارك على حالته ، فحملني ذلك على أن رميت به وقلت له سر حتى تنزل بين يدي سيدي". فزجره الشيخ رضي االله عنه ونهاه عن مثل ذلك.
وبعد وفاة الشيخ رضي االله عنه ،ظهرت على صاحب الترجمة أثار الفتح الكبير وتصدى للتربية في الطريقة ، وظهر عليه فيضان وجداني لا يوجد مثله في آمل المشايخ ، فصار الناس يأتونه من سائر الأفاق للأخذ عنه والتبرك به ، وحدث له في يوم أن اجتمع عنده نحو مائتي رجل آلهم يطلبون التقديم في الإذن منه رضي االله عنه في اعطاء الورد ، وآلهم من الأفاق البعيدة . وآان لصاحب الترجمة رضي االله عنه ، اليد الطولى في المكاشفة والتصرف التام. وكان كثير الرؤية للنبي صلى االله عليه وسلم . ونحكي هنا منقبة له عن رؤية الأولياء له صلى االله عليه وسلم :
حدث يوما أن تجاذب رضي االله عنه أطراف المذاآرة مع بعض الإخوان ، فقال ": يا فلان
إن من الرجال الحاضرين معك هذا الزمان من لا يفعل فعلا قل أو جل إلا على إذن منه
صلى االله عليه وسلم من طريق المكاشفة والعيان ، حتى أنه لا يقوم لفراشه الذي ينام فيه إلا
إذا أمره صلى االله عليه وسلم بذلك ".
وقد فهم عنه من سمع منه ذلك أنه يعني نفسه رضي االله عنه .
ويحكي سيدي أحمد العبدلاوي رضي االله عنه ، أنه آان مسافرا مع قافلة وله ثلاثة أحمال ، وكان حاآم البلاد يأخذ على حمل ريالا ، ولم يكن معه شيء من الدراهم يدفعه . فاستحضر همة صاحب الترجمة وسأل االله بجاهه السلامة مما يعوقه عن السفر ، ثم سافر مع القافلة ، فلم يبق أحد منهم إلا ودفع وجبته إلا هو ، مر ولم يدفع شيئا ، ولا طلب منه أحد شيئا .بل ستره االله عن أعينهم ، فلما بلغ سيدي الحاج علي قال له آالمذآر له ": يافلان هل دفع الناس للفرنسيين الأريلة ؟" فقال: نعم إلا أنا سترني االله عن أعينهم ببرآة جاهكم عند االله ". سيدي الحاج علي التماسيني رضي االله عنه ، آان لا يبرم أمرا من الأمور المهمة إلا
بمشورة سيدنا أحمد التجاني رضي االله عنه . وآان هو بنفسه يصرح بأنه هو القطب بعد سيدنا رضي االله عنه لبعض خاصته ، وقد اشتهر في زمانه بذلك .
ويحكي سيدي العبدلاوي رضي االله عنه أنه آان في يوم من الأيام مع صاحب الترجمة ، فأراد أن يطلب منه التقديم لتلقين الورد الشريف ونوى ذلك في خاطره قال : " فبمجرد ما خطر ببالي هذا الخاطر التفت إلي وقال لي رضي االله عنه : "أنت مأذون في إعطاء الطريقة لكل من طلبها". فحمدت االله على هذه النعمة العظيمة ". ، وهكذا كان يكاشف كل من يأتيه .
توفي رحمه االله سنة 1260للهجرة ودفن رضي االله عنه بداره في تماسين ، ولا زال قبره
تمطر عليه الرحمات في كل حين
بعد حمد لله جل وثناءه و عزت صفاته اصل و اسلم على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق و على اله الاطهار و اصحابه الاخيار ,
فلنشرع في ترجمة تاني اقطاب و تاني خلفاء شيخنا التجاني رضي الله عنه و ارضاه فنقول (منقول ):
هو القطب الكامل والغوث الفاضل ذو الكرامات الجمة والفضائل الشائعة ، بدر السعادة وشمس الهداية التي تقتبس منها الأنوار في سبل المطالب ، ذو الكشف الصريح ، الشريف الأصيل أبو الحسن سيدنا الحاج علي بن سيدنا الحاج عيسى التماسيني رضي االله عنه . هذا السيد الجليل من خاصة الخاصة من أصحاب سيدنا رضي االله عنه ، المشهود لهم بالفتح الكبير في حياته وبعدها.ويرجع أصل سيدنا الحاج علي إلى ينبع النخيل بالمملكة السعودية ،ثم نزح أجداده الأولون إلى سجلماسة بالمغرب الأقصى ،
ليستقر بهم المقام فيما بعد ببلدة تماسين بالجزائر ، التي ولد فيها ونشأ سيدنا الحج علي سنة 1180هـ الموافق لـ 1766م. وأول اتصال له بالشيخ رضي االله عنه ، تم عبر سيدي محمد بن المشري ، وذلك تحت
الظروف التالية:
سيدي أحمد التجاني رضي االله عنه، أودع سيدي محمد بن المشري ، أمرا وأمره أن لايعطيه إلا لمن طلبه منه فتنقل هذا الشريف بين بني عمومته، عله يجد أحدا منهم ينال هذا الخير، إلا أنه لم يعثر على صاحب الأمانة بينهم، فرحل إلى وادي ريغ في تماسين،فالتقى بسيدي الحاج علي، وهو خارج من بستانه، فسلم عليه، واستضافه وتواعدا أن يلتقيا في المسجد بعد صلاة العشاء. وبعد الصلاة توجها إلى بيت سيدي الحاج علي، وتناولا العشاء، ثم طلب المضيف من ضيفه الأمانة التي أودعها عنده الشيخ الأآبر، فأنكر سيدي محمد بن المشري أولا اعتقادا منه أن مثل هذا الرجل ـ وهو لم يره من قبل ـ لا يصلح لتحمل هذا السر ولكن بعد أن لاطفه سيدي الحاج علي وألح عليه في الطلب تبين له أنه هو صاحب الأمانة، وأعطاه إياه وقال: "لا مانع لمن أعطاه االله" ، وآان ذلك سنة 1203هجري عندما آان يبلغ من العمر 23سنة.
فيما بعد ،مر وفد من أهالي قمار برئاسة الولي الصالح وأحد السابقين الأولين لاعتناق الطريق سيدي محمد الساسي بالقرب من تماسين في طريق عين ماضي لزيارة الشيخ رضي االله عنه ، اعترضهم سيدي الحاج علي وسألهم عن وجهتهم وأآرم نزولهم وقـدم لهم طعاما شارك في إحضاره ووعدهم أن يكون زائرا معهم في العام القادم . جاء موعد الزيارة جاء وفد قمار آعادته قاصدا عين ماضي لحضور عيد الأضحى مع القطب المكتوم فوجدوا سيدي الحاج علي ينتظرهم للسفر معهم ، فوصلوا في أمان وبلغوا حــضرة المكتوم فانكب عليه سيدي الحاج علي باشتياق فأمسكه الشيخ رضي االله عنه من
طرف ثيابه وأجلسه إلى جانبه وآان ذلك سنة 1204هـ. الموقع الرسمي للطريقة التجانية استولى حب الشيخ رضي االله عنه على ذات سيدي الحاج علي ولم يستطع الرحيل إلى بلده ومفارقة سيده، ولما ذآره من جاء معهم بأهله وأولاده قال لهم": هم تحت نظره وهو أدرى بحالهم".
بعد هذا لازم سيدنا رضي االله عنه سنوات طوال آان لا يقدم فيها إلى تماسيـن إلا شبه ضيف، وقت جني التمر، ثم يعود إلى ملازمة شيخه، وبقى على هذه الحال إلى أن بلغ مقامه الذي اصطفاه االله له واختاره للقيام به. وبعد ذلك أمره سيدنا رضي االله عنه بالرجوع إلى تماسـين حيث قال له: "لما ترجع على خير إلى بلادك تماسين اشرع في توسيع دارك، واجعل محلا للصلاة و الذآر، واجعل آذلك محلات للواردين عليك، وأآثر من تأسيس الأبنية، فإنك تصير مقصدا يقصدون إليك الناس من آل النواحي، ولا تخف من ذي العرش إقلالا واستعن باالله على ذلك." وبعد استقرار الشيخ رضي االله عنه بفاس ، آثيرا ماآان يقدم سيدي الحاج علي لزيارته ،وعندها يقدمه للإمامة في الزاوية مع آثرة من بها إذاك من الكبراء والفضلاء. وقد اتفق له يوما في الصلاة شيء مما يخل بها فذآر ذلك للشيخ رضي االله عنه ، وآان ذاآر ذلك يستفهمه هل يؤثر ذلك خللا في صحتها ، فأعرض الشيخ عن جوابه على وفق ما أراد وقال": ذلك رجل مفتوح عليه ! والصلاة خلف المفتوح عليه مقبولة ". وناهيك بهذا شهادة من الشيخ رضي االله عنه ، لهذا السيد تنويها بقدره. وحدث الشريف الأجل المقدم البرآة المبجل خديم سيدنا رضي االله عنه سيدي الطيب بن محمد السفيان ، أنه في المدة التي ولاه سيدنا رضي االله عنه النيابة في الإنفاق على داره وقضاء حوائجه ، سأله الشيخ رضي االله عنه عن بعض إمائه ، وآانت مريضة. فقال له":هل اشتريت لها الدواء؟ " قال : "فقلت له": يا سيدي قد اشترينا لها عدة من الأدوية فلم يظهر لها أثرولعل الأوفق لها هو الكتابة )يعني الرقية".( قال : فقال لي رضي االله عنه": ومن يكتب لها؟ ، ثم قال رضي االله عنه": ما رأيت من هو أهل لذلك إلا سيدي الحاج علي التماسيني لو آان حاضرا". قال فقلت له ": وأنا أريد أن تأذن لي في ذلك ، يا سيدي آل من أذنت له في ذلك سيدي الحاج علي. " قال": فلم يقبل مني ذلك وجعل رضي االله عنه يقول : وأين مثل سيدي الحاج علي يا فلان ؟!! " ، وآررها منكرا علي ماقلته حتى وددت أني ما ذآرت له ذلك.وآفاه هذا من شهادة الشيخ بالخير والبرآة. ومن المتواتر عن صاحب الترجمة رضي االله عنه ، أنه آان بعد استيطان الشيخ رضي االله عنه مدينة فاس ، يأتي لزيارته بطريقة الخطوة ، حتى زجره رضي االله عنه عن ذلك ونهاه عنه ، وقال له : " إن آنت تريد مواصلتي الله فلا تأتي إلا آهيئة عامة الناس بنعلين وعكازه مع رفقة تذوق جميع ما يذوقونه في الطريق من العطش والإعياء والخوف وغير ذلك". ومما حدث به بعض الخاصة من أصحاب سيدنا رضي االله عنه ، أن سيدنا الشيخ رضي االله
عنه صلى العصر ذات يوم بباب داره ، وصلى معه جماعة نحو الثمانين من أصحابه وحين التفت من صلاته وأقبل بوجهه على من صلى معه ، لم يشعروا أن سقط بينهم عرجون تمر ، فنظر إليه الحاضرون ولم يعرفوا من أين سقط عليهم ، وتحيرت عقولهم ، فلما رأىالشيخ رضي االله عنه ذلك من حالهم قال لهم: " هذا فعل ذلك الرجل ووصفه بالبهلول أو نحو ذلك". ثم سماه لهم .
ولم اجتمع بالشيخ رضي االله عنه بعد ذلك فقال له الشيخ ":ما الذي حملك على فعلك هذا؟" فقال له": يا سيدي أعذرني فاني آنت في ذلك الوقت في حائط لي والخدام يجنون التمر فرأيت ذلك العرجون فأعجبني فتمنيت لو أن يصل إلى دارك على حالته ، فحملني ذلك على أن رميت به وقلت له سر حتى تنزل بين يدي سيدي". فزجره الشيخ رضي االله عنه ونهاه عن مثل ذلك.
وبعد وفاة الشيخ رضي االله عنه ،ظهرت على صاحب الترجمة أثار الفتح الكبير وتصدى للتربية في الطريقة ، وظهر عليه فيضان وجداني لا يوجد مثله في آمل المشايخ ، فصار الناس يأتونه من سائر الأفاق للأخذ عنه والتبرك به ، وحدث له في يوم أن اجتمع عنده نحو مائتي رجل آلهم يطلبون التقديم في الإذن منه رضي االله عنه في اعطاء الورد ، وآلهم من الأفاق البعيدة . وآان لصاحب الترجمة رضي االله عنه ، اليد الطولى في المكاشفة والتصرف التام. وكان كثير الرؤية للنبي صلى االله عليه وسلم . ونحكي هنا منقبة له عن رؤية الأولياء له صلى االله عليه وسلم :
حدث يوما أن تجاذب رضي االله عنه أطراف المذاآرة مع بعض الإخوان ، فقال ": يا فلان
إن من الرجال الحاضرين معك هذا الزمان من لا يفعل فعلا قل أو جل إلا على إذن منه
صلى االله عليه وسلم من طريق المكاشفة والعيان ، حتى أنه لا يقوم لفراشه الذي ينام فيه إلا
إذا أمره صلى االله عليه وسلم بذلك ".
وقد فهم عنه من سمع منه ذلك أنه يعني نفسه رضي االله عنه .
ويحكي سيدي أحمد العبدلاوي رضي االله عنه ، أنه آان مسافرا مع قافلة وله ثلاثة أحمال ، وكان حاآم البلاد يأخذ على حمل ريالا ، ولم يكن معه شيء من الدراهم يدفعه . فاستحضر همة صاحب الترجمة وسأل االله بجاهه السلامة مما يعوقه عن السفر ، ثم سافر مع القافلة ، فلم يبق أحد منهم إلا ودفع وجبته إلا هو ، مر ولم يدفع شيئا ، ولا طلب منه أحد شيئا .بل ستره االله عن أعينهم ، فلما بلغ سيدي الحاج علي قال له آالمذآر له ": يافلان هل دفع الناس للفرنسيين الأريلة ؟" فقال: نعم إلا أنا سترني االله عن أعينهم ببرآة جاهكم عند االله ". سيدي الحاج علي التماسيني رضي االله عنه ، آان لا يبرم أمرا من الأمور المهمة إلا
بمشورة سيدنا أحمد التجاني رضي االله عنه . وآان هو بنفسه يصرح بأنه هو القطب بعد سيدنا رضي االله عنه لبعض خاصته ، وقد اشتهر في زمانه بذلك .
ويحكي سيدي العبدلاوي رضي االله عنه أنه آان في يوم من الأيام مع صاحب الترجمة ، فأراد أن يطلب منه التقديم لتلقين الورد الشريف ونوى ذلك في خاطره قال : " فبمجرد ما خطر ببالي هذا الخاطر التفت إلي وقال لي رضي االله عنه : "أنت مأذون في إعطاء الطريقة لكل من طلبها". فحمدت االله على هذه النعمة العظيمة ". ، وهكذا كان يكاشف كل من يأتيه .
توفي رحمه االله سنة 1260للهجرة ودفن رضي االله عنه بداره في تماسين ، ولا زال قبره
تمطر عليه الرحمات في كل حين
