الرئيسية
أحدث الصور
التسجيل
يقول أبو العباس أحمد بن محمد الأدميّ (توفي 309 للهجرة): «من ألزم نفسه آداب الشريعة نوّر الله قلبه بنور المعرفة, ولا مقام اشرف من مقام متابعة الحبيب صلى الله عليه وسلم في اوامره وافعاله واخلاقه.
ويقول ابو الخير الاقطع (توفي 340 للهجرة): «ما بلغ احد حالة شريفة الا بملازمة الموافقة ومعانقة الادب, واداء الفرائض وصحبة الصالحين».
ويقول ابو زيد البسطامي (توفي 261 للهجرة): «لو نظرتم الى رجل اعطي من الكرامات حتى يرتقي في الهواء, فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند الامر والنهي, وحفظ الحدود, واداء الشريعة».
ويقول ابو حفص عمر بن مسلمة الحداد (توفي حوالي 260 هـ): «من لم يزن افعاله واحواله في كل وقت بالكتاب والسنة, ولم يتهم خواطره, فلا تعده في ديوان الرجال».
ويقول ابو عثمان سعيد بن اسماعيل الحيري (توفي 298 للهجرة): «من امر السنّة على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحكمة, ومن أمر الهوى على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالبدعة, قال تعالى «وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول الا البلاغ المبين».
وسئل ابو علي احمد بن محمد الروذباري (توفي 322 للهجرة) عن من يستمع الملاهي ويقول: هي لي حلال لأني وصلت الى درجة لا تؤثر فيّ اختلافات الاحوال, فقال: «نعم, قد وصل ولكن الى سقر».
ويقول ابو بكر الطسمتاني (توفي 340 هـ): «الطريق واضح, والكتاب والسنّة قائمان بين اظهرنا, وفضل الصحابة معلوم لسبقهم الى الهجرة, فمن صحب منا الكتاب والسنّة.. فهو الصادق المصيب».
ويقول مظفر القرمسيني (وهو آخر من نستشهد بأقوالهم من هؤلاء المتصوفة الكبار): «افضل اعمال العباد حفظ اوقاتهم الحاضرة وهو أن لا يقصروا في امر, ولا يتجاوزوا عن حد».
إن هذه الاقوال بالغة الدلالة على التصوف الحق الذي يصدر من مشكاة كتاب الله العظيم وسنة نبيه الكريم، اما الخزعبلات التي يأتي بها الذين يصدرون عن موارد غير الكتاب والسنة، ويسلكون غير سبيل المؤمنين فنكتفي هنا بما وصفه بهم ابو العباس احمد بن محمد الدينوري حين قال فيهم انهم «قد نقضوا اركان التصوف، وهدموا سبيله، وغيروا معانيه باسماء احدثوها، فقد سموا الطمع زيادة، وسوء الادب اخلاصا، والخروج عن الحق شطحا، والتلذذ بالمذموم طيبة، واتباع الهوى ابتلاء، والرجوع الى الدنيا وصولا، وسوء الخُلُق صولة، والبخل جلادة، والسؤال عملا، وبذاءة اللسان ملامة.. وما كان هذا طريق القوم..».
