النصيحة التاسعة :
الحمد لله المغني لمن إرتجاه و قصد بابه و رفض ما سواه و الصلاة و السلام على سيدنا محمد مصطفاه و من تبعه إلى يوم لقاه ، أما بعد :
فإلى كافة المريدين الذين يرغبون ماعند الله و رسوله أحبابي إن الرزق بيد الله ليس لأحد أن يرزق أحد و ليس لأحد أن يضر أحد و لا أحد ينفع أحد غير الله و من إلتجأ لغير الله فقد خسر خسراناً مبيناً وقد غطى على قلوبكم الران و ضعف منكم الإيمان . الحديث : " من جعل الدنيا همه شتت الله شمله " . فمن جعل غناؤه في قلبه أتته الدنيا راضية يريدها و قد سمعت قولاً فظيعاً يشيب منه الوليد و يلين منه الحديد حيث لم يرضى بالقسمة الأزلية و لم يحسن ظنه في رب البرية و مع هذا تدعون المريدين ، و في بعض الكتب بعد ثلاثة أيام إن قال انا جائع فألزموه السوق . و أما تعبكم لأولادكم بالحرام فيتبرؤون منه يوم القيامة .
و يقولون آباؤنا قد أكلونا الحرام فخافوا الله و لقنوه و إكدحوا بأيديكم و في الزبور تحرك بيمينك أعينك . و ما حملني على هذا إلا أنكم لم تعذروا أحداً و لو زائراً فأنتم لستم من الفقراء و ما هكذا حال الفقراء ، قال تعالى : ( الذين أحصروا في سبيل الله لايستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف ) فيا لها من مزية عظيمة فقد أوضح لكم الحق و الحق أبلج ، و هذه أيام قد سبقت من صبر معنا فيأتيه رزقه و لم يصبر فنحن مصرحين له حيث لم يقبل عذراً – الحديث : " من إعتذر إلى أخيه و لم يقبل يأتي يوم القيامة على الحوض و لم يقبل الله عذره " و أستغفر الله لي و لكم و السلام .