النصيحة الخامسة :
الحمد لله له الغني المطلق ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق وعلى آله وصحبه الفائزين بالمقام الأسبق. أما بعد :
فإلى كافة الفقراء وخصوصا المشايخ والمقاديم والمريدين ، أحبابي بعد السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته ، أوصيكم بتقوى الله تعالى ، وأحذركم عن المعاصي وأحثكم على صلاة الجماعة والراتب صباحاً ومساء ، والعدد في السحر والصمت والعزلة وترك الغيبة والنميمة وعدم التواضع للأغنياء وأولياء الذوات ، وقال صلى الله عليه وسلم : " من تواضع لغني ذهب ثلثا دينه " ، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: لأن أقع من فوق قصر فأتحطم أحب إلى من مجالس الأغنياء ، لأني سمعت رسول الله صلـى الله عليه وسلم يقول : إياكم ومجـالس الموتى ، قيل : وما مجالس الموتى يا رسول الله ؟ قال : الأغنياء ، المراد بهم ميتو القلوب بذكر الدنيا ، ولن يحصل لكم شيء إلا ما كتب الله لكم في الأزل ، وعنه صلى الله عليه وسلم قال: مفتاح الجنة الجوع ومفتاح النار الشبع ، وعليكم بذكر الله سراً وعلناً ، وإن الغيبة والنميمة مبعدات عن الله ، والنظر إلي محارم الله حرام شرعاً ، وقد حكي عن بعض العارفين قال : إذا رأيتم الرجل لم يقنع بما عنده ، ولم يصبر على ما قسم له الله ، فأعلموا أنه قد هلك في وادي الغضب والبوار ، فما دمتم كذلك وأنتم منتسبون إلى أهل الله فعار عليكم تطلب أبناء الدنيا ، وعليكم بمواخاة أبناء الآخرة ، والتخلق بأخلاقهم والمزاورة في الله ، وإن الأخ إذا جاء إلى أخيه زائر فليكرمه بجرعة ماء أو بليلة ، فمن نبش أخيه بعد هذا فليس له نصيب في الطريق ، لأن هذا طريق الله ورسوله ، وإذا شتمكم أحد فتحملوا أذيته ، وألينوا له القول ، وأميتوا له نفوسكم ، قال صلى الله عليه وسلم : موتوا قبل أن تموتوا ، وأعلموا أن الموت علي أربعة أقسام : أسود وأبيض وأحمر وأصفر ، فالأسود تحمل أذية الخلق ، والأبيض الجوع ، والأحمر مخالفة النفس عن هواها أي المعصية ، والأصفر الرضا بالكسوة ولو شملة. وبعد هذه الأربعة تقطعوا العقبات ، ويصير عندكم الحلو والمر سواء ، وترتاحوا الراحة الأبدية ، وتذوقوا اللذات السرمدية ، ويحصل لكم الفتوح ، وفقني الله وإياكم على كل خير ، فهذه نصيحتي لجميع المحبين و السلام عليكم .
الحمد لله له الغني المطلق ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق وعلى آله وصحبه الفائزين بالمقام الأسبق. أما بعد :
فإلى كافة الفقراء وخصوصا المشايخ والمقاديم والمريدين ، أحبابي بعد السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته ، أوصيكم بتقوى الله تعالى ، وأحذركم عن المعاصي وأحثكم على صلاة الجماعة والراتب صباحاً ومساء ، والعدد في السحر والصمت والعزلة وترك الغيبة والنميمة وعدم التواضع للأغنياء وأولياء الذوات ، وقال صلى الله عليه وسلم : " من تواضع لغني ذهب ثلثا دينه " ، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: لأن أقع من فوق قصر فأتحطم أحب إلى من مجالس الأغنياء ، لأني سمعت رسول الله صلـى الله عليه وسلم يقول : إياكم ومجـالس الموتى ، قيل : وما مجالس الموتى يا رسول الله ؟ قال : الأغنياء ، المراد بهم ميتو القلوب بذكر الدنيا ، ولن يحصل لكم شيء إلا ما كتب الله لكم في الأزل ، وعنه صلى الله عليه وسلم قال: مفتاح الجنة الجوع ومفتاح النار الشبع ، وعليكم بذكر الله سراً وعلناً ، وإن الغيبة والنميمة مبعدات عن الله ، والنظر إلي محارم الله حرام شرعاً ، وقد حكي عن بعض العارفين قال : إذا رأيتم الرجل لم يقنع بما عنده ، ولم يصبر على ما قسم له الله ، فأعلموا أنه قد هلك في وادي الغضب والبوار ، فما دمتم كذلك وأنتم منتسبون إلى أهل الله فعار عليكم تطلب أبناء الدنيا ، وعليكم بمواخاة أبناء الآخرة ، والتخلق بأخلاقهم والمزاورة في الله ، وإن الأخ إذا جاء إلى أخيه زائر فليكرمه بجرعة ماء أو بليلة ، فمن نبش أخيه بعد هذا فليس له نصيب في الطريق ، لأن هذا طريق الله ورسوله ، وإذا شتمكم أحد فتحملوا أذيته ، وألينوا له القول ، وأميتوا له نفوسكم ، قال صلى الله عليه وسلم : موتوا قبل أن تموتوا ، وأعلموا أن الموت علي أربعة أقسام : أسود وأبيض وأحمر وأصفر ، فالأسود تحمل أذية الخلق ، والأبيض الجوع ، والأحمر مخالفة النفس عن هواها أي المعصية ، والأصفر الرضا بالكسوة ولو شملة. وبعد هذه الأربعة تقطعوا العقبات ، ويصير عندكم الحلو والمر سواء ، وترتاحوا الراحة الأبدية ، وتذوقوا اللذات السرمدية ، ويحصل لكم الفتوح ، وفقني الله وإياكم على كل خير ، فهذه نصيحتي لجميع المحبين و السلام عليكم .