النصيحة الأولى :
الحمد لله ذي الطول الصميم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد وعلى آله و أصحابه ذوي القدر الشميم و بعد : فمن المتصل بأعذاره إلى عالم جهره و أسراره عبد الباقي عمر أحمد المكاشفي : فإلى كافة عباد الله المؤمنيـن الذين يقبلون النصيحة و خصوصاً من إنتسب إلى طريق القوم الذين هم خالين عن اللوم من مريديـن و مقاديم و مشايخ ، أيها الأخوة إنني لست بأفضل منكم بل غبار حذائكم و لا أذكي نفسي و لكن ينبغي لمدير الكأس أن ينهى الجلاس عن التكالب على الدنيا لأنها من شؤون الطائفة الجنيدية التي هي صفة من كنه الاخيار تدثرت حلل الأنـوار و صحت معاملتها مع مولاها فكشف لها واقع الأنوار و أراها ما أراها ، و صارت مقبلة عليه و نبذوا الدنيـا وراء ظهورهم و عملوا لتويع قبورهم بالعمل الخالص ، فكيف بنا و قد صار تعبنا إلى بطوننا و القلـوب إشرأبت عليهــا سحائب الران و مع ذلك تعلمون علماً محيطاً أن الدنيا كسراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً . و أنها لم تزن عند الله جناح بعوضه ، و قد ذمها الله تعالى : ( ما الحياة إلا لعب و لهو ) . و مـــع ذلك ضمن لنا الرزق و لم يضمن لنا الجنة ، قال تعالى : ( فورب السماء و الأرض إنه لحق مثلما أنتم تنطقون ) . و قد علم لديكم أن الإنسان إذا ركب الريح لركب الرزق البرق و لحقه و قد قسمه الله على ثلاثة أقسام : قسم لأعدائه يتمتعون بـــه ، و قسم للمتقين يتزينون به ، و قسم للمؤمنين يتزودون به ، فما لكم إلا الزاد فهيا بنا إلى عمل الآخرة ، فإن الدنيا عن قريب تمسي بنا مسافرة .. فما لي أراكم معرضين عن دار الكرامة و مقبلين على دار المصائب و الندامة . ( كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون ) هيهات بين دار المتقين مع دار الظالمين . فينبغي لنا أن نجعل همنا في الله عسى و لعل أن يكفينـــا سائر الهموم و أن يجعل القناعة شعارنا و دثارنا لأنه من تمسك بها سما إلى ذروة المجد و قال تعالى مادحاً القناعــة : ( من عمل عملاً صالحاً من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فلنحييه حياة طيبة ) . و قد أجمع المفسرون أنها القناعة ، و في التوراة ( القانع غني و لو كان جائعاً ) . فما دمتم منتسبين إلى هذا المقام فلا تدنسوا دينكم بنيران الحطام و إياكــم و التواضع لأبناء الدنيا ، و قد ورد أنه من تواضع لغني ذهب ثلثي دينه ، و أنهاكم عن الكذب و الغيبة و النميمة و شهادة الزور و قذف المحصنات و النظر إلى المحارم ، فإنه من ملأ عينه من محرم ملأها الله من حميم جهنم و العيــاذ بالله . و أحذركم من اللغو و الجدال و الإشمئزاز و الكبر و البطر و الخلابة و البخل و كلما ينهى الشرع عنه . و أحثكم على تقوى الله و الشفقة على خلقه و خفض الجناح و لين الجانب و توقير الكبير و إبتداء السلام و التوسط في كل أمـــر ، و الرضى بما أراد الله و الوقوف عن كل ما نهى عنه و خصوصاً مخالطة النساء ، و عليكم بالتأثير فإن القوم كان دأبهم التأثير ، و عليكم بالجار و لو ذمي فتحملوا أذيته . و إياكم و الوقوف على أبواب السلاطين و التطلب منهم و لا تشكـو أمراً لغير الله قط فإن الله يوكل العبد إلى نفسه ما دام يشتكي لغيره ، و حسنوا ظنكم في الله . و عليكم بالنوافل مــن صلاة الليل و الإستغفار و لو ألفاً ، و قد ورد أن من إستغفر سبعين مرة كتب من المستغفريـن بالأسحار ، و الصلاة الأنسية و التهليل و ليكن دأبكم الحديث : ( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ) .
الحمد لله ذي الطول الصميم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد وعلى آله و أصحابه ذوي القدر الشميم و بعد : فمن المتصل بأعذاره إلى عالم جهره و أسراره عبد الباقي عمر أحمد المكاشفي : فإلى كافة عباد الله المؤمنيـن الذين يقبلون النصيحة و خصوصاً من إنتسب إلى طريق القوم الذين هم خالين عن اللوم من مريديـن و مقاديم و مشايخ ، أيها الأخوة إنني لست بأفضل منكم بل غبار حذائكم و لا أذكي نفسي و لكن ينبغي لمدير الكأس أن ينهى الجلاس عن التكالب على الدنيا لأنها من شؤون الطائفة الجنيدية التي هي صفة من كنه الاخيار تدثرت حلل الأنـوار و صحت معاملتها مع مولاها فكشف لها واقع الأنوار و أراها ما أراها ، و صارت مقبلة عليه و نبذوا الدنيـا وراء ظهورهم و عملوا لتويع قبورهم بالعمل الخالص ، فكيف بنا و قد صار تعبنا إلى بطوننا و القلـوب إشرأبت عليهــا سحائب الران و مع ذلك تعلمون علماً محيطاً أن الدنيا كسراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً . و أنها لم تزن عند الله جناح بعوضه ، و قد ذمها الله تعالى : ( ما الحياة إلا لعب و لهو ) . و مـــع ذلك ضمن لنا الرزق و لم يضمن لنا الجنة ، قال تعالى : ( فورب السماء و الأرض إنه لحق مثلما أنتم تنطقون ) . و قد علم لديكم أن الإنسان إذا ركب الريح لركب الرزق البرق و لحقه و قد قسمه الله على ثلاثة أقسام : قسم لأعدائه يتمتعون بـــه ، و قسم للمتقين يتزينون به ، و قسم للمؤمنين يتزودون به ، فما لكم إلا الزاد فهيا بنا إلى عمل الآخرة ، فإن الدنيا عن قريب تمسي بنا مسافرة .. فما لي أراكم معرضين عن دار الكرامة و مقبلين على دار المصائب و الندامة . ( كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون ) هيهات بين دار المتقين مع دار الظالمين . فينبغي لنا أن نجعل همنا في الله عسى و لعل أن يكفينـــا سائر الهموم و أن يجعل القناعة شعارنا و دثارنا لأنه من تمسك بها سما إلى ذروة المجد و قال تعالى مادحاً القناعــة : ( من عمل عملاً صالحاً من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فلنحييه حياة طيبة ) . و قد أجمع المفسرون أنها القناعة ، و في التوراة ( القانع غني و لو كان جائعاً ) . فما دمتم منتسبين إلى هذا المقام فلا تدنسوا دينكم بنيران الحطام و إياكــم و التواضع لأبناء الدنيا ، و قد ورد أنه من تواضع لغني ذهب ثلثي دينه ، و أنهاكم عن الكذب و الغيبة و النميمة و شهادة الزور و قذف المحصنات و النظر إلى المحارم ، فإنه من ملأ عينه من محرم ملأها الله من حميم جهنم و العيــاذ بالله . و أحذركم من اللغو و الجدال و الإشمئزاز و الكبر و البطر و الخلابة و البخل و كلما ينهى الشرع عنه . و أحثكم على تقوى الله و الشفقة على خلقه و خفض الجناح و لين الجانب و توقير الكبير و إبتداء السلام و التوسط في كل أمـــر ، و الرضى بما أراد الله و الوقوف عن كل ما نهى عنه و خصوصاً مخالطة النساء ، و عليكم بالتأثير فإن القوم كان دأبهم التأثير ، و عليكم بالجار و لو ذمي فتحملوا أذيته . و إياكم و الوقوف على أبواب السلاطين و التطلب منهم و لا تشكـو أمراً لغير الله قط فإن الله يوكل العبد إلى نفسه ما دام يشتكي لغيره ، و حسنوا ظنكم في الله . و عليكم بالنوافل مــن صلاة الليل و الإستغفار و لو ألفاً ، و قد ورد أن من إستغفر سبعين مرة كتب من المستغفريـن بالأسحار ، و الصلاة الأنسية و التهليل و ليكن دأبكم الحديث : ( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ) .