قلعة الروحانيات للشيخ ابوبلال السوسي المغربي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
قلعة الروحانيات للشيخ ابوبلال السوسي المغربي

رقم الواتساب المباشر للشيخ 00212627384404

مرحبا بكم في منتدى قلعة الروحانيات للشيخ المغربي السوسي نقدم لكم افضل ما في علم الروحانيات و اصولها نقدم لكم خدمات الجلب و التهييج الخواتم الروحانية فك السحر بكل انواعه السحر الاسود ارجاع المطلقة استخراج الكنوز داخل المغرب للتواصل واتساب 00212627384404

للتواصل مع قيدوم و شيخ الشيوخ المغاربه ابوبلال السوسي على رقمه الخاص على الواتساب 00212627384404

    شرح جهورة الكمال(الجزء الثالث)

    الشيخ ابوبلال المغربي
    الشيخ ابوبلال المغربي
    Admin


    المساهمات : 2501
    تاريخ التسجيل : 25/06/2017

    شرح جهورة الكمال(الجزء الثالث)  Empty شرح جهورة الكمال(الجزء الثالث)

    مُساهمة من طرف الشيخ ابوبلال المغربي الإثنين فبراير 05, 2018 4:49 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله الواحد الاحد الفرد الصمد و صل اللهم و سلم على سيدنا محمد الفاتح الخاتم الناصر الحق بالحق ز على اله و صحبه الابرار

    وبعد استفاء الجزء التاني الخاص بفضائلها و قد قسمناه حتى يسهل على المريد الفقير قراءته و استعابه قدر الامكان نكمل باذن الله السميع العليم في هذا الجزء لشرح الجوهرة فنقول و بالله التوفيق :

    قوله: "والياقوتة المتحققة"،
    هو من التشبيه البليغ، وشبه بالياقوتة لكونها غاية ما يدرك الناس في الصفاء والشرف والعلو، إذ هو غاية الجواهر الصافية العالية الشريفة. فلذا استعير له اسم الياقوت، وإن كان هو أشرف من الياقوت وأصفى وأعلى صلى الله عليه وسلم على حد قوله تعالى: ﴿مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ﴾النور:35. الآية.

    قوله: "المتحققة"
    يعني بجميع الصفات والأسماء الإلهية، التي يتوقف عليها وجود الكون، وبقي وراءها من الأسماء والصفات، ما لا توقُّف لوجود الكون عليه.

    قوله: "الحائطة بمركز الفهوم والمعاني"
    يعني الفهوم التي قسمها الله سبحانه وتعالى لخلقه، في إدراك معاني كلامه في جميع كتبه، وفي إدراك معاني الأحكام الإلهية، وفي إدراك معاني أسمائه وصفاته ومعارفه، إذا جمعت تلك الفهوم المقسومة كلها جمعاً واحداً، وصارت مركزاً، كان هو صلى الله عليه وسلم دائرة محيطة بها، بمعنى أنه محيط بجميعها، ما شذّ عليه منها شيء صلى الله عليه وسلم.

    قوله: "ونور الأكوان المتكونة الآدمي"،
    معناه الأكوان التي تتكون شيئا بعد شيء، ويقابلها ما بقي في طي العدم، فإن الأشياء المقدرة في العلم الأزلي منقسمة قسمين. قسم منها أعيان ثابتة، وهي التي سبق في علمه أنها تخرج من العدم إلى الوجود. وقسم منها أعيان عدمية، وهي التي سبق في علمه أنها لا تخرج إلى الوجود، وتبقى في طي العدم، فإنه علمها أن لو خرجت إلى الوجود، على أي حالة تكون، وبأي أمر تتكون، وفي أي مكان وزمان تقع، وماذا ينصبُّ عليها من الأحكام الإلهية ضراً ونفعاً، فإنه محيط بجميعها علماً، وهو صلى الله عليه وسلم نورها.

    قوله: "صاحب الحق الرباني"،
    الحق الرباني هو ما قرره سبحانه وتعالى في شرعه، الذي حكم به على خلقه أمراً ونهياً، وكيفية وابتداء وغاية، فهو صاحبه صلى الله عليه وسلم المقرر له، والناهي عنه، والمنفذ له.

    قوله: "البرق الأسطع بمزون الأرباح"،
    يعني لما كان البرق ملازماً لمزن الأمطار، استعير هنا لانصباب الرحمة الإلهية على الخلق، واستعير أيضا اسم البرق للحقيقة المحمدية، لملازمتها لها كملازمة البرق للأمطار، ومزن الأرباح هي الرحمة الفائضة من حضرة الحق على خلقه.
    ويعني بها هاهنا فيوض العلوم والمعارف، والأسرار والتجليات، والأنوار ودقائق الحكم، وما لا ينتهي إلى ساحله وغايته من المنح والمواهب، وصفاء الأحوال والصفات القدسية المخزونة، المنصّبة على قلوب العارفين والأقطاب.

    قوله: "المالئة لكل متعرض من البحور والأواني"،
    معنى التعرض هاهنا هو تارة بالتوجه إلى الله تعالى والتهيء والاستعداد،و تارة بالاقتطاع الإلهي. والبحور هاهنا عبارة عن قلوب أكابر العارفين، والأواني هي قلوب الأولياء.

    قوله: "ونورك اللامع الذي ملأت به كونك الحائط بأمكنة المكاني"
    يعني أن الكون الحائط هو الأمر الإلهي، الذي أقام الله فيه ظواهر الوجود، فذلك الأمر مملوء به صلى الله عليه وسلم، وهو المعبّر عنه بالكون والمكان.

    قوله: "اللهم صل وسلم على عين الحق"،
    اعلم أن عين الحق له إطلاقان. الأول: إطلاق الحق من حيث الذات، والثاني: إطلاق صفة الذات، فإطلاق الحق من حيث الذات، لأن الحق يقابله الباطل من كل وجه، فالحق المحض هو الذات العلية المقدسة وما عداها كله باطل، وإلى هذا الإشارة بقول الشاعر لبيد، الذي شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصدق والتحقيق:
    ألا كل شيء ما خلا الله باطل* وكل نعيم لا محالة زائل
    وهذا لا يطلق عليه صلى الله عليه وسلم إذ هذا الإطلاق عين الذات المقدسة، لا يطلق على غيرها أصلا .
    والإطلاق الثاني: هو العدل الذي هو صفة الحق سبحانه وتعالى ، القائم بصورة العلم الأزلي، والمشيئة الإلهية، والقدرة الربانية، والحكم الإلهي الأزلي النافذ في كل شيء. وهذا العدل المذكور هو الساري في آثار جميع الأسماء والصفات الإلهية، ومجموع هذا العدل كلاً وبعضاً هو مجموع في الحقيقة المحمدية. فلذا أطلق عليها عين الحق من هذا الاعتبار، فكلها حق لا تنحرف عن ميزان العدل الإلهي، الذي هو عين الحق في الإطلاق الثاني.

    قوله: "التي تتجلى منها عروش الحقائق"
    التجلّي هو الظهور، وعروش الحقائق استعارة بديعية. اعلم أنه لما كانت كل حقيقة منطوية على ما لا غاية له من العلوم والمعارف، والأسرار والمواهب والفيوض، أطلق عليها عروش من هذا الميدان، لأن العرش محيط بما في جوفه من جميع المخلوقات.
    وأيضا أن العرش هو غاية الرفعة والعلو والشرف من المخلوقات في علم الخلق، وكانت الحقائق في غاية العلو والرفعة والشرف، لأنها برزت من حضرة الحق، الذي لا غاية لعلوه وشرفه ولا علو وراءه، فهو غاية الغايات في العلو والرفعة والشرف، وكانت الحقائق البارزة من حضرته سبحانه وتعالى، مكسوة بهذه الصفة العلية من العلو والشرف والجلال، أطلق عليها اسم العرش من هذا الباب، فكل حقيقة هي عرش.

    قوله: "عين المعارف"
    يعني أنه لما كانت المعارف الإلهية المفاضة ، على الخاصة العليا من النبيئين والمرسلين، والأقطاب والصديقين والأولياء، كلها فائضة من الحقيقة المحمدية وليس شيء منها، أعني من المعارف ، يفاض من حضرة الحق خارجاً عن الحقيقة المحمدية فلا شيء مفاض من المعارف إلا وهو بارز من الحقيقة المحمدية، فهو صلى الله عليه وسلم خزانتها، وينبوعها فلذا أطلق عليه عين المعارف من هذا الاعتبار اهـ.

    قوله: "الأقوم"
    يعني أنه جار في مجاري العدل الإلهي ، لا يعوج بوجه، ولا يخرج عن الجادة المستقيمة في العدل، وله معنيان أيضا المعنى الأول: الاستقامة وهو المعتدل في التقويم بلا اعوجاج ، وهو معنى الأسقم . والمعنى الثاني: هو صيغة التفضيل من كمال إقامته لأمر الله تعالى وتوفيته بالقيام بحقوق الحق سبحانه وتعالى، وهذا المعنى الملحوظ في تسميته صلى الله عليه وسلم أحمد. فهو صلى الله عليه وسلم أكمل الخلق بآداب الحضرة الإلهية علماً وعملاً وحالاً وذوقاً ومنازلة وتخلقاً وتحققاً وتعلقاً، فهو أكمل من حَمِدَ الله تعالى من خلقه من جميع الجهات اهـ.

    قوله: "صراطك التام"،
    استعير له صلى الله عليه وسلم الصراط لكونه صراطاً بين يدي الحق، لا عبور لأحد إلى حضرة الحق إلا عليه صلى الله عليه وسلم . فمن خرج عنه انقطع عن حضرة الحق، وانفصل فهو مشبَّه بالصراط الذي يكون عليه عبور الناس في المحشر إلى الجنة ، لا مطمع لأحد من الخلق في الوصول إلى الجنة من أرض [القيامة] القيِّمة إلا على الصراط الذي عليه العبور، فمن رام الوصول إلى الجنة من أرض [القيامة] القيِّمة على غير الصراط المعلوم للعبور انقطع عن الجنة، وانفصل ولا مطمع له في الوصول إليها، كذلك هو صلى الله عليه وسلم هو الصراط المستقيم بين يدي الحق، لا مطمع لأحد في الوصول إلى حضرة الحق إلا بالعبور عليه صلى الله عليه وآله وسلم.
    ومن رامها بغير العبور عليه صلى الله عليه وسلم انقطع وانفصل وطرد ولعن، ولهذا الإشارة بقول الشيخ الأكبر رضي الله عنه في صلاته، "إذ هو بابك الذي من لم يقصدك منه سدت عليه الطرق والأبواب، ويرد بعد الآداب إلى اصطبل الدواب".

    قوله: "الأسقم"
    بمعنى الكامل في الاستقامة بلا اعوجاج .

    قوله: "اللهم صل وسلم على طلعة الحق بالحق"،
    اعلم أن طلعة الحق بالحق له معنيان:
    الأول: فيه طلعة الحق له صلى الله عليه وسلم من الذات العلية المقدسة بالحق وهي الذات أيضا، فإن الذات العلية تجلت له بذاتها لا شيء دونها فكان صلى الله عليه وسلم، له تجلت الذات بالذات، وطلوعها عنها لا عن شيء دونها ، فإن السبب الذي طلعت به هو الذات العلية للحقيقة المحمدية، وتجليها لها كان عن الذات العلية المقدسة المنزهة لا عن غيرها، فهذا معنى طلعة الحق بالحق.
    والمعنى الثاني: طلعة الحق وهي طوالع الأسماء والصفات الإلهية التي مجموعها هو عين الحق الكلي بجميع ما تفرع عنها من الأحكام الإلهية، والمقادير الربانية، واللوازم، والمقتضيات الملازمة لتلك الصفات والأسماء، فمجموعها هو عين الحق الكلي ، فكان صلى الله عليه وسلم بحقيقته المحمدية مطلعاً لها جامعاً لحقائقها وأحكامها ومقتضياتها ولوازمها، فكان طلوعها في حقيقته المحمدية عن مادة أسرار الصفات والأسماء الإلهية الذي هو السبب المعبر عنه بالباء، فكان طلوعها فيه صلى الله عليه وآله وسلم بسبب أسرارها وأنوارها، فكلها حق، فهو معنى طلعة الحق بالحق.
    ولما تم قيامه صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الميدان بحقوق التجليين المذكورين وتوفيته بوظائف خدمتها وآدابها جملة وتفصيلا، وتكميله لمقابلتها بعبوديته الكاملة عُبر عن هذا الإطلاق في الصلاة البكرية: "عبدك من حيث أنت كما هو عبدك من حيث كافة أسمائك وصفاتك" اهـ.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 3:47 pm