في الآونة الأخيرة ازداد إقبال الناس على التداوي بالأعشاب الطبية، وهو فرع يعد جزءا مما يسمى في أوروبا بالطب البديل أو المكمل للطب التقليدي
من الأعشاب التي أعيد اكتشاف نجاحتها في علاج الكآبة مستخلص عشبة القديس يوحنا المعروفة لدى العرب بأسماء أخرى مثل العشبة المنسية، وعصبة القلب
كانت هذه العشبة تستعمل لعدة قرون في معالجة الجروح والحروق والكآبة في الطب الشعبي. لكن دراسات حديثة بينت منافعها كعلاج طبيعي للكآبة إلى درجة تضاهي فيها الدواء المعروف باسم بروزاك
وأجرى أطباء ألمان حديثا دراسة قارنوا فيها تأثير خلاصة هذه العشبة -وهي مادة تسمى الهايبريكيوم- بدواء إميبرامين لعلاج الكآبة على مئتين وثلاثة وستين شخصا مصابين بكآبة من النوع المعتدل
وجد الفريق الأطباء في مستشفى مقاطعة لاندشوت أن لمادة هايبريكيوم المستخلصة من عشبة عصبة القلب تأثيرا مماثلا للدواء المضاد للكآبة، ولكن بأعراض جانبية أقل
وتحسنت حياة المصابين جسديا وعقليا بعد تناولهم لمستخلص العشبة الطبية لمدة ثمانية أسابيع
وتستعمل عصبة القلب لعلاج حالات الكآبة المعتدلة في ألمانيا منذ فترة طويلة. لكن الجديد في الدراسة الأخيرة أن الجرعة فيها زيدت إلى 350 ملجم، تؤخذ ثلاث مرات في اليوم
وكانت العشبة تستخدم دواء في الماضي لمعالجة الكآبة ولكن كان لها أعراض جانبية أكثر من الأنواع المتوفرة حاليا في الأسواق
ويحذر البروفيسور فيكتور برفيت، من الجمعية البريطانية للتداوي بالأعشاب الطبية، من أن هذه العشبة تعالج فقط حالات الكآبة الخفيفة، وليس الكآبة الشديدة التي تحتاج لعلاج طبي كامل
وكتب باحثون في المجلة الطبية البريطانية يقولون بما أن العديد من المرضي المصابين بالكآبة لا يتلقون علاجا بتاتا، أو يتلقون علاجا غير كاف بعد النوبة الأولية من الكآبة نظرا لأنهم معرضون لمخاطر نوبات أخرى، فإنه من الممكن أن يكون مستخلص الهايبريسيوم هو الخيار الأول البديل في معظم حالات الكآبة الخفيفة والمعتدلة
تتوافر العشبة على شكل أوراق جافة، وزهور، ومستخلص مركز، وكبسولات، ومرهم، وشاي
وتعمل العشبة داخل الجسم بنفس الطريقة التي تعمل بها الأدوية المضادة للكآبة. أي تزيد من إفراز هرمون السيروتونين المسؤول عن المزاج الجيد، ويؤدي نقص هذا الهرمون إلى شعور المرء بالكآبة
ولكن الدكتور إدزارد أرنست الذي يعمل في قسم الطب البديل في جامعة أكستر البريطانية يحذر من احتمال أن تؤثر العشبة في مفعول الأدوية الأخرى التي يتناولها المصاب
ونشرت المجلة الطبية لانست يوم الجمعة الماضي تعليقا للدكتور أرنست عن بعض الحالات التي خفض فيها استعمال عشبة عصبة القلب من تأثير الأدوية المضادة لتخثر الدم وحبوب منع الحمل عند النساء بنسبة بلغت 40%
ويعزو الدكتور أرنست ذلك إلى أن تناول عشبة عصبة القلب يؤدي إلى إطلاق مجموعة من الأنزيمات في الكبد مسؤولة عن تعطيل تحلل الأدوية في الجسم