قلعة الروحانيات للشيخ ابوبلال السوسي المغربي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
قلعة الروحانيات للشيخ ابوبلال السوسي المغربي

رقم الواتساب المباشر للشيخ 00212627384404

مرحبا بكم في منتدى قلعة الروحانيات للشيخ المغربي السوسي نقدم لكم افضل ما في علم الروحانيات و اصولها نقدم لكم خدمات الجلب و التهييج الخواتم الروحانية فك السحر بكل انواعه السحر الاسود ارجاع المطلقة استخراج الكنوز داخل المغرب للتواصل واتساب 00212627384404

للتواصل مع قيدوم و شيخ الشيوخ المغاربه ابوبلال السوسي على رقمه الخاص على الواتساب 00212627384404

    الــــــــــــــــــــــحرف في ( الفتوحات المكيــــــــة )

    الشيخ ابوبلال المغربي
    الشيخ ابوبلال المغربي
    Admin


    المساهمات : 2501
    تاريخ التسجيل : 25/06/2017

    الــــــــــــــــــــــحرف في ( الفتوحات المكيــــــــة ) Empty الــــــــــــــــــــــحرف في ( الفتوحات المكيــــــــة )

    مُساهمة من طرف الشيخ ابوبلال المغربي الجمعة يناير 12, 2018 9:36 pm

    الحرف مجهول ما لم يحرك فإذا حرك ميز بالحركة التي تتعلق به من رفع ونصب وخفض والذات لا تعلم أبداً على ما هي عليه فالألف الدال عليها الذي هو في عالم الحروف خليفة كالإنسان في العالم مجهول أيضاً كالذات لا تقبل الحركة فلما لم تقبلها لم يبق إلا أن تعرف من جهة سلب الأوصاف عنها ولما لم يمكن النطق بساكن نطقنا باسم الألف بالألف فنطقنا بالهمزة بحركة الفتحة فقامت الهمزة مقام المبدع الأول وحركتها صفته العلمية ومحل إيجاده في اتصال الكاف بالنون فإن قيل وجدنا الألف التي في اللام منطوقاً بها ولم نجدها في الألف قلنا صدقت لا يقع النطق بها إلا بمتحرك مشبع التحرك قبلها موصولة به وإنما كلامنا في الألف المقطوعة التي لا يشبع الحرف الذي قبلها حركته فلا يظهر في النطق وإن رقمت مثل ألف إنما المؤمنون فهذان ألفان بين ميم إنما وبين لام المؤمنين موجودتان خطاً غير ملفوظ بهما نطقاً وإنما الألف الموصولة التي تقع بعد الحرف مثل لام هاء حاء وشبهها فإنه لولا
    وجودها ما كان المد لواحد من هذه الحروف فمدها هو سر الاستمداد الذي وقع به إيجاد الصفات في محل الحروف ولهذا لا يكون المد إلا بالوصل فإذا وصل الحرف بالألف من اسمه الآخر امتد الألف بوجود الحرف الموصول به ولما وجد الحرف الموصول به افتقر إلى الصفة الرحمانية فأعطى حركة الفتح التي هي الفتحة فلما أعطيها طلب منه الشكر عليها فقال وكيف يكون الشكر عليها قيل له أن تعلم السامعين بأن وجودك ووجود صفاتك لم يكن بنفسك وإنما كان من ذات القديم تعالى فاذكره عند ذكرك نفسك فقد جعلك بصفة الرحمة خاصة دليلاً عليه ولهذا قال إن الله خلق آدم على صورة الرحمن فنطقت بالثناء على موجدها فقالت لام ياء هاء حاء طاء فأظهرت نطقاً ما خفي خطاً لأن الألف التي في طه وحم وطس موجودة نطقاً خفيت خطاً لدلالة الصفة عليها وهي الفتحة صفة افتتاح الوجود فإن قال وكذلك نجد المد في الواو المضموم ما قبلها والياء المكسور ما قبلها فهي أيضاً ثلاث ذوات فكيف يكون هذا وما ثم الا ذات واحدة فنقول نعم أما المد الموجود في الواو المضموم ما قبلها في مثل ن والقلم والياء المكسور ما قبلها مثل الياء من طس وياء الميم من حم فمن حيث أن الله تعالى جعلهما حرفي علة وكل علة تستدعي معلولها بحقيقتها وإذا استدعت ذلك فلابد من سر بينهما يقع به الاستمداد والإمداد فلهذا أعطيت المد وذلك لما أودع الرسول الملكي الوحي لو لم يكن بينه وبين الملقى إليه نسبة ما ما قبل شيأ لكنه خفي عنه ذلك فلما حصل له الوحي ومقامه الواو لأنه روحاني علوي والرفع يعطي العلو وهو باب الواو المعتلة فعبرنا عنه بالرسول الملكي الروحاني جبريل كان أو غيره من الملائكة ولما أودع الرسول البشري ما أودع من أسرار التوحيد والشرائع أعطى من الاستمداد والإمداد الذي يمد به عالم التركيب وخفي عنه سر الاستمداد ولذلك قال ما أدري ما يفعل بي ولا بكم وقال إنما أنا بشر مثلكم ولما كان موجوداً في العالم السفليّ عالم الجسم والتركيب أعطيناه الياء المكسور ما قبلها المعتلة وهي من حروف الخفض فلما كانا علتين لوجود الأسرار الإلهية من توحيد وشرع وهبا سر الاستمداد فلذلك مدتا وأما الفرق الذي بينهما وبين الألف فإن الواو والياء قد يسلبان عن هذا المقام فيحركان بجميع الحركات كقوله ووجدك وتؤوي وولوا الأدبار ينأون يغنيه إنك ميت وقد يسكنان بالسكون الحي كقوله وما هو بميت وينأون وشبههما والألف لا تحرك أبداً ولا يوجد ما قبلها أبداً إلا مفتوحاً فإذن فلا نسبة بين الألف وبين الواو والياء فمهما حركت الواو والياء فإن ذلك مقامها ومن صفاتها ومهما ألحقتا بالألف في العلية فذلك ليس من ذاتها وإنما ذلك من جانب القديم سبحانه لا يحتمل الحركة ولا يقبلها ولكن ذلك من صفة المقام وحقيقته الذي نزلت به الواو والياء فمدلول الألف قديم والواو والياء محركتان كانتا أولا محركتان فهما حادثان فإذا ثبت هذا فكل ألف أو واو أو ياء ارتقمت أو حصل النطق بها فإنما هي دليل وكل دليل محدث يستدعي محدثاً والمحدث لا يحصره الرقم ولا النطق إنما هو غيب ظاهر وكذلك يس ون فنجده نطقاً وهو ظهوره ولا نجده رقماً وهو غيبه وهذا سبب حصول العلم بوجود الخالق لا بذاته وبوجود ليس كمثله شيء لا بذاته واعلم أيها المتلقي أنه كل ما دخل تحت الحصر فهو مبدع أو مخلوق وهو محلك فلا تطلب الحق لا من داخل ولا من خارج إذ الدخول والخروج من صفات الحدوث فانظر الكل في الكل تجد الكل فالعرش مجموع والكرسي مفروق.
    اعلم أيدنا الله أن القاف من عالم الشهادة والجبروت مخرجه من أقصى اللسان وما فوقه من الحنك عدده مائة بسائطه الألف والفاء والهمزة واللام فلكه الثاني سنى حركة فلكه إحدى عشرة ألف سنة يتميز في الخاصة وخاصة الخاصة مرتبته الرابعة ظهور سلطانه في الجن طبعه الأمّهات الأول آخره حار يابس وسائره بارد رطب عنصره الماء والنار يوجد عنه الإنسان والعنقاء له الأحوال حركته ممتزجة ممتزج مؤنس مثنى علامته مشتركة له من الحروف الألف والفاء وله من الأسماء على مراتبها كل اسم في أوله حرف من حروف بسائطه له الذات عند أهل الأسرار وعند أهل الأنوار الذات والصفات.

    ومن ذلك حرف الكاف
    كاف الرجاء يشاهـد الإجـلالا من كاف خوف شاهد الإفضالا
    فانظر إلى قبض وبسط فيهمـا يعطيك ذا صداً وذاك وصـالا
    الله قد جـلـى لـذا إجـلالـه ولذاك جلى من سناه جـمـالا
    اعلم أيدنا الله وإياك أن الكاف من عالم الغيب والجبروت له من المخارج مخرج القاف وقد ذكر إلا أنه أسفل منه عدده عشرون بسائطه الألف والفاء والهمزة واللام له الفلك الثاني حركة فلكه إحدى عشرة ألف سنة يتميز في الخاصة وخاصة الخاصة مرتبته الرابعة ظهور سلطانه في الجن يوجد عنه كل ما كان حاراً يابساً عنصره النار طبعه الحرارة واليبوسة مقامه البداية حركته ممتزجة هو من الأعراق خالص كامل يرفع من اتصل به عند أهل الأنوار ولا يرفع عند أهل الأسرار مفرد موحش له من الحروف ما للقاف وله من الأسماء كل اسم في أوّله حرف من حروف بسائطه وحروفه.

    ومن ذلك حرف الضاد المعجمة
    في الضاد سر لو أبوح بذكـره لرأيت سر الله في جبـروتـه
    فانظر إليه واحداً وكـمـالـه من غيره في حضرتي رجوته
    وإمامه اللفظ الذي بـوجـوده أسرى به الرحمن من ملكوته
    اعلم أيدنا الله وإياك أن الضاد المعجمة من حروف الشهادة والجبروت ومخرجه من أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس عدده تسعون عندنا وعند أهل الأنوار ثمانمائة بسائطه الألف والدال اليابسة والهمزة واللام والفاء فلكه الثاني حركة فلكه إحدى عشرة ألف سنة يتميز في العامّة له وسط الطريق مرتبته الخامسة ظهور سلطانه في البهائم طبعه البرودة والرطوبة عنصره الماء يوجد عنه ما كان بارداً رطباً حركته ممتزجة له الخلق والأحوال والكرامات خالص كامل مثنى مؤنس علامته الفردانية له من الحروف الألف والدال وله من الأسماء كما أعلمناك في الحرف الذي قبله رغبة في الاختصار والله المعين الهادي.

    ومن ذلك حرف الجيم
    الجيم يرفع من يريد وصاله لمشاهد الأبرار والأخـيار
    فهو العبيد الـقـن إلا أنـه متحقق بحـقـيقة الإيثـار
    يرنو بغايته إلى معـبـوده وببدئه يمشي على الآثـار
    هو من ثلاث حقائق معلومة ومزاجه برد ولفح الـنـار
    اعلم أيدنا الله وإياك أن الجيم من عالم الشهادة والجبروت ومخرجه من وسط اللسان بينه وبين الحنك عدده ثلاثة بسائطه الياء والميم والألف والهمزة فلكه الثاني سنيه إحدى عشرة ألف سنة يتميز في العامّة له وسط الطريق مرتبته الرابعة ظهور سلطانه في الجن جسده بارد يابس رأسه حار يابس طبعه البرودة والحرارة واليبوسة عنصره الأعظم التراب والأقل النار يوجد عنه ما يشا كل طبعه حركته معوجة له الحقائق والمقامات والمنازلات ممتزج كامل يرفع من اتصل به عند أهل الأنوار والأسرار إلا الكوفيون مثلث مؤنس علامته الفردانية له من الحروف الياء والميم ومن الأسماء كما تقدم.

    ومن ذلك حرف الشين المعجمة بالثلاث
    في الشين سبعة أسرار لمن عقلا وكل من نالها يوماً فقـد وصـلا
    تعطيك ذاتك والأجسـام سـاكـنة إذا لامين على قلب بـهـا نـزلا
    لو عاين الناس ما تحويه من عجب رأوا هلال إمحاق الشهر قد كملا
    اعلم أيها الصفي الكريم أن الصاد من عالم الغيب والجبروت مخرجه مما بين طرفي اللسان وفويق الثنايا السفلى عدده ستون عندنا وتسعون عند أهل الأنوار بسائطه الألف والدال والهمزة واللام والفاء فلكه الأول سنيه قد ذكرت يتميز في الخاصة وخاصة الخاصة له أول الطريق مرتبته الخامسة سلطانه في البهائم طبعه الحرارة والرطوبة عنصره الهواء يوجد عنه ما يشاكل طبعه حركته ممتزجة مجهولة له الأعراف خالص كامل مثنى مؤنس له من الحروف الألف والدال ومن الأسماء كما تقدم ثم اعلم أني جعلت سرّ هذا الصاد اليابسة لا ينال إلا في النوم لكوني ما نلته ولا أعطانيه الحق تعالى إلا في المنام فلهذا حكمت عليه بذلك وليست حقيقته ذلك والله يعطيه في النوم واليقظة ولما وقفت عنده بالتقييد جعلت بعض الأصحاب يقرأ عليّ أسرار الحروف لأ صلح ما اختلّ منها عند التقييد لسرعة القلم فلما وصل بالقراءة إلى هذا الحرف قلت لهم ما اتفق لي فيه وأن النوم ليس لازماً في نيله ولكن هكذا أخذته فوصفت حالي وانفض الجمع فلما كان من الغد من يوم السبت قعدنا على سبيل العادة في المجلس بالمسجد الحرام تجاه الركن اليمانيّ من الكعبة المعظمة وكان يحضر عندنا الشيخ الفقيه المجاور أبو يحيى ببكر بن أبي عبد الله الهاشميّ التويتمي الطرابلسي رحمه الله فجاء على عادته فلما فرغنا من القراءة قال لي رأيت البارحة في النوم كأني قاعد وأنت أمامي مستلق على ظهرك نذكر الصاد فأنشدتك مرتجلاً.
    الصاد حـرف شـريف والصاد في الصاد أصدق
    فقلت لي في النوم ما دليلك فقلت: لأنها شـكـل دور وما من الدور أسبق
    ثم استيقظت. وحكى لي في هذه الرؤيا أني فرحت بجوابه فلما أكمل ذكره فرحت بهذه المبشرة التي رآها في حقي وبهيئة الاضطجاع وذلك رقاد الأنبياء عليهم السلام وهي حالة المستريح الفارغ من شغله والمتأهب لما يرد عليه من أخبار السماء بالمقابلة فاعلم أن الصاد حرف من حروف الصدق والصون والصورة وهو كريّ الشكل قابل لجميع الأشكال فيه أسرار عجيبة فتعجبت من كشفه في نومه قرّت عينه على حالتي التي ذكرتها للأصحاب بالأمس في المجلس فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب حرف شريف عظيم أقسم عند ذكره بمقام جوامع الكلم وهو المشهد المحمديّ في أوج الشرف بلسان التمجيد وتضمنت هذه السورة من أوصاف الأنبياء عليهم السلام ومن أسرار العالم كله الخفية عجائب وآيات وهذه الرؤيا فيها من الأسرار على حسب ما في هذه السورة من الأسرار فهي تدل على خير كثير جسيم يناله الرائي ومن ريئت له وكل من شوهد فيها من الله تعالى ويحصل لهما من بركات الأنبياء عليهم السلام المذكورين في هذه السورة ويلحق الأعداء من الكفار ما في هذه السورة من البؤس لا من المؤمنين نسأل الله لنا ولهم العافية في الدنيا والآخرة فهذه بشرى حصلت وأسرار أرسلها الحق إلينا على يد هذا الرائي وذكر لي الرائي صاحبنا أبو يحيى إنه لما استيقظ تمم على البيتين اللذين أنشدهما لي في النوم قريضاً فسألته أن يرسل إليّ به حتى أقيده في كتابي هذا عقيب هذه الرؤيا وفي هذا الحرف فإن ذلك القريض من أمداد هذه الحقيقة الروحانية التي رآها في النوم فأردت أن لا أفصل بينهما فبعثت معه صاحبنا أبا عبد الله محمد بن خالد الصوفيّ التلمسانيّ فجاءني بها وهي هذه: الصاد حـرف شـريف والصاد في الصاد أصدق
    قل مـا الـدلـيل أجـده في داخل القلب ملصـق
    لأنـهـا شـكــل دور وما من الدور أسـبـق
    ودلّ هـذا بــأنـــي على الطريق مـوفـق
    حققت في الله قـصـدي والحق يقصد بالـحـق
    إن كان في البحر عمـق فساحل القلب أعـمـق
    إن ضاق قلبـك عـنـي فقلـب غـيرك أضـيق
    دع الـقـرونة واقـبـل من صـادق يتـصـدق
    ولا تخالف فـتـشـقـى فالقلب عندي مـعـلـق
    أفتحه أشرحه وافـعـل فعل الذي قد تـحـقـق
    إلى متى قاسـى الـقـل ب باب قلبك مـغـلـق
    وفعـل غـيرك صـاف ووجه فـعـلـك أزرق
    إنا رفقـنـا فـرفـقـا فالرق في الرفق أرفق
    فلا بد من صفة تقوم به ويكون بها يقابل مثلها أو ضدها من الحضرة الإلهية وإنما قلت الضد ولم نقتصر على المثل الذي هو الحق الصدق رغبة في إصلاح قلب الصوفيّ والحاصل في أول درجات التحقيق فشربهما هذا ولا يعرفان ما فوقه ولا ما نومي إليه حتى يأخذ الله بأيديهما ويشهدهما ما أشهدناه وسأذكر طرفاً من ذلك في الفصل الثالث من هذا الباب فاطلب عليه هناك إن شاء الله تعالى فاغطس في بحر القرآن العزيز إن كنت واسع النفس وإلا فاقتصر على مطالعة كتب المفسرين لظاهره ولا تغطس فتهلك فإنّ بحر القرآن عميق ولولا الغاطس ما يقصد منه المواضع القريبة من الساحل ما خرج لكم أبداً فالأنبياء والورثة الحفظة هم الذين يقصدون هذه المواضع رحمة بالعالم وأما الواقفون الذين وصلوا ومسكوا ولم يردوا ولا انتفع بهم أحد ولا انتفعوا بأحد فقصد وابل قصد بهم ثجج البحر فغطسوا إلى الأبد لا يخرجون يرحم الله العباد إني شيخ سهل بن عبد الله التستري حيث قال لسهل إلى الأبد حين قال له سهل أيسجد القلب فقال الشيخ إلى الأبد بل صلى الله على رسول الله حين قيل له صلى الله عليه وسلم في دخول العمرة في الحج ألعامنا هذا أم للأبد فقال صلى الله عليه وسلم بل لأبد الأبد فهي روحانية باقية في دار الخلد يجدها أهل الجنان في كل سنة مقدرة فيقولون ما هذا فيجابون العمرة في الحج روح ونعيم ووارد نزيه شريف تشرق به أسارير الوجوه وتزيد به حسناً وجمالاً فإذا غطست وفقك الله في بحر القرآن فاطلب وابحث على صدفتي هاتين الياقوتين الألف واللام وصدفتهما هي الكلمة أو الآية التي تحملها فإن كانت كلمة فعلية على طبقاتها نسبتهما من ذلك المقام وإن كانت كلمة أسمائية على طبقاتها نسبتهما من ذلك المقام وإن كانت كلمة ذاتية نسبتها من ذلك كما أشار عليه السلام وإن لم تكن في الحرف أعوذ برضاك من سخطك برضاك ميل الألف من سخطك ميل اللام كلمة أسمائية وبمعافاتك ميل الألف من عقوبتك ميل اللام كلمة فعلية وبك ميل الألف منك ميل اللام كلمة ذاتية فانظر ما أعجب سر النبوّة وما أعلاه وما أدنى مرماه وما أقصاه فمن تكلم على حرفي لام ألف من غير أن ينظر في الحضرة التي هو فيها فليس بكامل هيهات لا يستوي أبداً لام ألف لا خوف عليهم ولام ألف ولا هم يحزنون كما لا يستوي لام ألف لا التي للنفي ولام ألف التي للإيجاب كما لا يستوي لام ألف النفي ولام ألف النفي والتبرئة ولام ألف النهي فترفع بالنفي وتنصب بالتبرئة وتجزم بالنهي ولام ألف لام التعريف والألف التي من أصل الكلمة مثل قوله الأعراف والأدبار والأبصار والأقلام كما لا يستوي لام ألف لام التوكيد والألف الأصلية مثل قوله تعالى "لأوضعوا" "ولأنتم" فتحقق ما ذكرناه لك وأقم ألفك من رقدتها وحل لامك من عقدتها وفي عقد اللام بالألف سرّ لا يظهر ولا أقدر على بسط العبارة في مقامات لام ألف كما وردت في القرآن إلا لو كان السامع يسمعه مني كما يسمعه من الذي أنزل عليه لو عبر عنه ومع هذا فالغرض في هذا الكتاب الإيجاز وقد طال الباب واتسع الكلام فيه على طريق الإجمال لكثرة المراتب وكثرة الحروف ولم نذكر في هذا الباب معرفة المناسبة التي بين الحروف حتى يصح اتصال بعضها مع بعض ولا ذكرنا اجتماع حرفين معاً إلا لام ألف خاصة من جهة مَا وهذا الباب يتضمن ثلاثة آلاف مسئلة وخمسمائة مسئلة وأربعين مسئلة على عدد الاتصالات بوجه مَا لكل اتصال علم يخصه وتحت كل مسئلة من هذه المسائل مسائل تتشعب كثيرة فإن كل حرف يصطحب مع جميع الحروف كلها من جهة رفعه ونصبه وخفضه وسكونه وذاته وحروف العلة الثلاثة فمن أراد أن يتشفى منها فليطالع تفسير القرآن الذي سميناه الجمع والتفصيل وسنو في الغرض في هذه الحروف إن شاء الله في كتاب المبادي والغايات لنا وهو بين أيدينا فلتكف هذه الإشارة في لام ألف والحمد لله المفضل.

    معرفة ألف اللام آل
    ألف اللام لعرفـان الـذوات ولإحياء العظام النـخـرات
    تنظم الشمل إذا ما ظهـرت بمحياها وما تبقى شـتـات
    وتفي بالعهد صدقـاً ولـهـا حال تعظيم وجود الحضرات
    الواو بالجزمين والصاد أو السين على الخلاف والخاء بالصغير جعلت الواو منك جهاتك المعلومة وقابلت بها نفيها عن الحق بوجه وإثباتها بوجه وهو علم الصورة وبما في الواو من أسرار القبول بارز بالصغير وبما فيه وفي الصاد أو السين والخاء بالكبير تبرز وجوه من المطلوب المقابل وفي هذا التجلي يعلم المكاشف أسرار الإستواء وما يكون من نجوى ثلاثة وهو معكم أينما كنتم وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وكل آية أو خبر تثبت له جل وعلا الجهة والتحديد والمقدار والكمال وإلا كمل فيه على قدر الاستعداد والتأهب وإن كان سبعة وهو الزاي بالجزمين والعين والذال بالصغير جعلت الذي منك صفاتك وقابلت بها صفاته وبما في الزاي من الصغير يبرز من أسرار قبولك وبما فيه وفي العين والذال من الكبير تبرز وجوه من المطلوب المقابل وفي هذا التجلي يعلم المكاشف أسرار المسبعات كلها حيث وقعت والكمال والإكمل فيه على قدر الاستعداد والتأهب وإن كان ثمانية الذي هو الحاء بالجزمين والفاء في قول والصاد في قول والضاد في قول والظاء في قول جعلت الحاء منك ذاتك بما فيها وقابلت بها الحضرة الإلهية مقابلة الصورة صورة المرآة وبما في الحاء من الصغير يبرز من أسرار قبولك وبما فيه وفي الفاء والظاء أو الضاد من الكبير تبرز وجوه من المطلوب المقابل وفي هذا التجلي يعلم المكاشف أسرار أبواب الجنة الثمانية وفتحها لمن شاء الله هنا وكل حضرة مثمنة في الوجود والكمال والأكمل بحسب الاستعداد وإن كان تسعة وهو الطاء بالجزمين والضاد أو الصاد في قول وفي المئين الظاء أو الغين في قول بالجزم الصغير جعلت الطاء منك مراتبك في الوجود التي أنت عليها في وقت نظرك في هذا التجلي وقابلت بها مراتب الحضرة وهو الأبد لها ولك وبما في الطاء من الصغير يبرز من أسرار القبول وبما فيه وفي الضاد أو الصاد والغين أو الظاء من الكبير تبرز وجوه من المطلوب المقابل وفي هذا التجلي يعلم المكاشف أسرار المنازل والمقامات الروحانية وأسرار الأحدية والكامل والأكمل على حسب الاستعداد فهذا وجه من الوجوه التي سقنا عدد الحرف من أجله فاعمل عليه وإن كان ثم وجوه أخر فليتك لو عملت على هذا وهو المفتاح الأوّل ومن هنا تنفتح لك أسرار الأعداد وأرواحها ومنازلها فإنّ العدد سرّ من أسرار الله في الوجود ظهر في الحضرة الإلهية بالقوّة فقال صلى الله عليه وسلم إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة وقال إن لله سبعين ألف حجاب إلى غير ذلك وظهر في العالم بالفعل وانسحبت معه القوّة فهو في العالم بالقوّة والفعل وغرضنا إن مد الله في العمر وتراخى الأجل أن نضع في خواص العدد موضوعاً لم نسبق إليه في علمي نبدي فيه من أسرار الأعداد ما تعطيه حقائقه في الحضرة الإلهية وفي العالم والروابط ما تغتبط به الأسرار وتنال به السعادة في دار القرار وأمّا قولنا بسائطه فلسنا نريد بسائط شكل الحرف مثلاً الذي هو ص وإنما نريد بسائط اللفظ الذي هو الكلمة الدالة عليه وهو الاسم أو التسمية وهو قولك صاد فبسائط هذه اللفظة نريد وأمّا بسائط الشكل فليس له بسائط من الحروف ولكن له النقص والتمام والزيادة مثل الراء والزاي نصف النون والواو نصف القاف والكاف أربعة أخماس الطاء وأربعة أسداس الظاء والدال خمسي الطاء والياء ذالان والللام يزيد على الألف بالنون وعلى النون بالألف وشبه هذا وأما بسائط أشكال الحروف إنما ذلك من النقط خاصة فعلى قدر نقطه بسائطه وعلى قدر مرتبة الحرف في العالم من جهة ذاته أو من نعت هو عليه في الحال علق منازل نقطة وأفلاكها ونزولها فالأفلاك التي عنها وجدت بسائط ذلك الحرف المذكور باجتماعها وحركاتها كلها وجد اللفظ به عندنا وتلك الأفلاك تقطع في فلك أقصى على حسب اتساعها
    على ما نشاهده بل ربما نرغب في نقص شيء منها مخافة التطويل فنسعف في ذلك من جهة الرقم واللفظ ونعطي لفظاً يعمّ تلك المعاني التي كثرت ألفاظها فنلقيه فلا يخلّ بشيء من الإلقاء ولا ننقص ولا يظهر لذلك الطول الأول عين فينقضي المرغوب لله الحمد وأمّا الطبقة الرابعة من الخواص وهم صفاء الخلاصة وهم حروف بسم الله الرحمن الرحيم وما ذكرت إلا حيث ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم على حد ما ذكرها الله له بالوجهين من الوحي وهو وحي القرآن وهو الوحي الأول فإنّ عندنا من طريق الكشف إن الفرقان حصل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قرآناً مجملاً غير مفصل الآيات والسور ولهذا كان عليه السلام يعجل به حين كان ينزل عليه به جبريل عليه السلام بالفرقان فقيل له ولا تعجل بالقرآن الذي عندك فتلقيه مجملاً فلا يفهم عنك من قبل أن يقضي إليك وحيه فرقاناً مفصلاً وقل رب زدني علماً بتفصيل ما أجملته فيّ من المعاني وقد أشار من باب الإسرار فقال إنا أنزلناه في ليلة ولم يقل بعضه ثم قال فيها يفرق كل أمر حكيم وهذا هو وحي الفرقان وهو الوجه الآخر من الوجهين وسيأتي الكلام على بسم الله الرحمن الرحيم في بابه الذي أفردت له في هذا الكتاب واعلموا أن بسملة سورة براءة هي التي في النمل فإن الحق تعالى إذا وهب شيأ لم يرجع فيه ولا يردّه إلى العدم فلما خرجت رحمة براءة وهي البسملة حكم التبريّ من أهلها برفع الرحمة عنهم فوقف الملك بها لا يدري أين يضعها لأن كل أمة من الأمم الإنسانية قد أخذت رحمتها بإيمانها بنبيها فقال أعطوا هذه البسملة للبهائم التي آمنت بسليمان عليه السلام وهي لا يلزمها إيمان إلا برسولها فلما عقرفت قدر سليمان وآمنت به أعطيت من الرحمة الإنسانية حظاً وهو بسم الله الرحمن الرحيم الذي سلب عن المشركين وفي هذه السورة الجساسة وأما الطبقة الخامسة وهي عين صفاء الخلاصة فذلك حرف الباء فإنه الحرف المقدم لأنه أول البسملة في كل سورة والسورة التي لم يكن فيها بسملة ابتدئت بالباء فقال تعالى "براءة" قال لنا بعض الإسرائيليين من أحبارهم ما لكم في التوحيد حظ لأن سور كتابكم بالباء فأجبته ولا أنتم فإن أول التوراة باء فأفحم ولا يتمكن إلا هذا فإن الألف لا يبتدأ بها أصلاً فما وقع من هذه الحروف في مبادي السور قلنا فيه له بداية الطريق وما وقع آخراً قلنا له غاية الطريق وإن كان من العامة قلنا له وسط الطريق لأن القرآن هو الصراط المستقيم وأمّا قولنا مرتبته الثانية حتى إلى السابعة فنريد بذلك بسائط هذه الحروف المشتركة في الأعداد فالنون بسائطه اثنان في الألوهية والميم بسائطه اثنان في الألوهية والميم بسائطه ثلاثة في الإنسان والجيم والواو والكاف والقاف بسائطه أربعة في الجن والذال والزاي والصاد والعين والضاد والسين والذال والغين والشين بسائطه خمسة في البهائم والألف والهاء واللام بسائطه ستة في النبات والباء والحاء والطاء والياء والفاء والراء والتاء والثاء والخاء والظاء بسائطه سبعة في الجماد وأما قولنا حركته معوجة أو مستقيمة أو منكوسة أو ممتزجة أو أفقية فأريد بالمستقيمة كل حرف حرّك همتك إلى جانب الحق خاصة من جهة السلب إن كنت عالمنا ومن جهة ما يشهدان كنت مشاهداً والمنكوسة كل حرف حرّك الهمة إلى الكون وأسراره والمعوجة وهي الأفقية كل حرف حرّك الهمة إلى تعلق المكون بالمكون والممتزجة كل حرف حرّك الهمة إلى معرفة أمرين مما ذكرت لك فصاعداً وتظهر في الرقم في الألف والميم المعرق والحاء والنون وما أشبه هؤلاء وأما قولنا له الأعراف والخلق والأحوال والكرامات أو الحقائق والمقامات والمنازلات فاعلموا أن الشيء لا يعرف إلا بوجهه أي بحقيقته فكل ما لا يعرف الشيء إلا به فذلك وجهه فنقط الحرف وجهه الذي يعرف به والنقط على قسمين نقط فوق الحرف ونقط تحته فإذا لم يكن للشيء ما يعرف به عرف بنفسه مشاهدة وبضده نقلاً وهي الحروف اليابسة فإذا دار الفلك أي فلك المعارف حدثت عنه الحروف المنقوطة من فوق وإذا دار فلك الأعمال حدثت عنه الحروف المنقوطة من أسفل وإذا دار فلك المشاهدة حدثت عنه الحروف اليابسة غير المنقوطة ففلك المعارف يعطي الخلق والأحوال والكرامات وفلك الأعمال يعطي الحقائق والمقامات والمنازلات وفلك المشاهدة يعطي البراءة من هذا كله قيل لأبي يزيد كيف أصبحت قال لا
    صباح لي ولا مساء إنما الصباح والمساء لمن تقيد بالصفة وأنا لا صفة لي وهذا مقام الأعراف وأما قولنا خالص أو ممتزج فالخالص الحرف الموجود عن عنصر واحد والممتزج الموجود عن عنصرين فصاعداً.
    وأمّا قولنا كامل أو ناقص فالكامل هو الحرف الذي وجد عن تمام دورة فلكه والناقص الذي وجد عن بعض دورة فلكه وطرأت على الفلك علة أوقفته فنقص عما كان يعطيه كمال دورته كالدودة في عالم الحيوان التي ما عندها سوى حاسة اللمس فغذاؤها من لمسها كالواو مع القاف والزاي مع النون وأمّا قولنا يرفع من اتصل به نريد كل حرف إذا وقفت على سرّه ورزقت التحقق به والاتحاد تميزت في العالم العلويّ وأمّا قولنا مقدس أي عن التعلق بغيره فلا يتصل في الخط بحرف آخر وتتصل الحروف به فهو منزه الذات تمدها ستة أفلاك عالية الأوج عنها وجدت الجهات هذه الستة الأحرف بحر عظيم لا يدرك قعره فلا يعرف حقيقتها إلا الله وهي مفاتح الغيب وندرك من باب الكشف أثرها المنوط بها وهي الألف والواو والدال والذال والراء والزاي وأما قولنا مفرد ومثنى ومثلث ومربع ومؤنس وموحش فنريد بالمفرد إلى المربع ما نذكره وذلك أن من الأفلاك التي عنها توجد هذه الحروف ما له دورة واحدة فذلك قولنا مفرد ودورتان فذلك المثنى هكذا إلى المربع وأما المؤنس والموحش فالدورة تأنس بأختها الشيء يألف شكله قال تعالى "لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّة ورحمة" فالعارف يألف الحال ويأنس به نودي عليه السلام في ليلة إسرائه في استيحاشه بلغة أبي بكر فأنس بصوت أبي بكر خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر من طينة واحدة فسبق محمد صلى الله عليه وسلم وصلى أبو بكر ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فكان كلامهما كلامه سبحانه فلم يعد المرتبة وعدى الخطاب إلى المرتبة الأخرى فقال كأنه مبتدئ وهو عاطف على هذا الكلام ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم فأرسلها فمن الناس من قطعها ومنهم من وصلها في هذا مقام الإثبات وبقاء الرسم وظهور العين وسلطان الحقائق وتمشية العدل من باب الفضل والطول والموحش محولاً محق صاحب علة ترتقي فتحقق ما ذكرناه وأمّا قولنا له الذات والصفات والأفعال على حسب الوجوه فأيّ حرف له وجه واحد كان له من هذه الحضرات حضرة واحدة أي شيء واحد على حسب علوّه ونزوله وكذلك إذا تعددّت الوجوه وأما قولنا له من الحروف فإنما أعني الحقائق المتممة لذاته من جهة ما وأمّا قولنا له من الأسماء فنريد به الأسماء الإلهية التي هي الحقائق القديمة التي عنها ظهرت حقائق بسائط ذلك الحرف لا غير ولها منافع كثيرة عالية الشأن عند العارفين إذا أرادوا التحقق بها حركوا الوجود من أوله إلى آخره فهي لهم هنا خصوص وفي الآخرة عموم بها يقول المؤمن في الجنة للشيء يريده كن فيكون فهذه نبذ من معاني عالم الحروف قليلة على أوجز ما يمكن وأخصره وفيها تنبيه لأصحاب الروائح والذوق انتهى الجزء السابع والحمد لله.

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الفصل الثاني
    في معرفة الحركات التي تتميز بها الكلمات
    وهي الحروف الصغار
    حركات الحروف ست ومنها أظهر الله مثلها الكلـمـات
    هي رفع وثم نصب وخفض حركات للأحرف المعربات
    وهي فتح وثم ضمّ وكـسـر حركات للأحرف الثابتـات
    وأصول الكلام حذف فموت أو سكون يكون عن حركات
    هذه حالة العوالم فانـظـر لحياة غريبة فـي مـوات
    كذلك الحروف متمكنة في مقامها لا تختل ثابتة مبنية كلها ساكنة في حالها فأراد اللافظ أن يوصل إلى السامع ما في نفسه فافتقر إلى التلوين فحرك الفلك الذي عنه توجد الحركات عند أبي طالب وعند غيره هو المتقدم واللفظ أو الرقم عن ذلك الفلك وهذا موضع طلب لمريدي معاينة الحقائق وأما نحن فلا نقول بقول أبي طالب ونقتصر ولا بقول الآخر ونقتصر فإن كل واحد منهما قال حقاً من جهة مّا ولم يتمم فأقول إن الحقائق الأول الإلهية تتوجه على الأفلاك العلوية بالوجه الذي تتوجه به على محال آثارها عند غير أبي طالب المكيّ وتقبل كل حقيقة على مرتبتها ولما كانت تلك الأفلاك في اللطافة أقرب عند غير أبي طالب إلى الحقائق كان قبولها أسبق لعدم الشغل وصفاء المحل من كدورات العلائق فإنه نزيه فلهذا جعلها السبب المؤثر ولو عرف هذا القائل أن تلك الحقائق الأول إنما توجهت على ما يناسبها في اللطافة وهو أنفاس الإنسان فتحرك الفلك العلويّ الذي يناسبه عالم الأنفاس وهذا مذهب أبي طالب ثم يحرّك ذلك الفلك العلويّ العضو المطلوب بالغرض المطلوب بتلك المناسبة التي بينهما فإن الفلك العلويّ وإن لطف فهو في أول درج الكثافة وآخر درج اللطافة بخلاف عالم أنفاسنا واجتمعت المذاهب فإن الخلاف لا يصح عندنا ولا في طريقنا لكنه كاشف واكشف فتفهم ما أشرنا إليه وتحققه فإنه سرّ عجيب من أكبر الأسرار الإلهية وقد أشار إليه أبو طالب في كتاب الفوت له ثم نرجع ونقول فافتقر المتكلم إلى التلوين ليبلغ إلى مقصده فوجد عالم الحروف والحركات قابلاً لما يريده منها لعلمها أنها لا تزول عن حالها ولا تبطل حقيقتها فيتخيل المتكلم أنه قد غير الحرف وما غيره برهان ذلك أن تفنى نظرك في دال زيد من حيث هو دال وانظر فيه من حيث تقدّمه قام مثلاً وتفرغ إليه أو أي فعل لفظي كان ليحدث به عنه فلا يصح لك إلا الرفع فيه خاصة فمازال عن بنائه الذي وجد عليه ومن تخيل أن دال الفاعل هو دال المفعول أو دال المجرور فقد خلط واعتقد أن الكلمة الأولى هي عين الثانية لا مثلها ومن اعتقد هذا في الوجود فقد بعد عن الصواب وربما يأتي من هذا الفضل في الألفاظ شيء إن قدر وألهمناه فقد تبين لك أن الأصل الثبوت لكل شيء ألا ترى العبد حقيقة ثبوته وتمكنه إنما هو في العبودة فإن اتصف يوماً ما بوصف ربانيّ فلا تقل هو معار عنده ولكن انظر إلى الحقيقة التي قبلت ذلك الوصف منه تجدها ثابتة في ذلك الوصف كلما ظهر عينها تحلت بتلك الحلية فإياك أن تقول قد خرج هذا عن طوره بوصف ربه فإن الله تعالى ما نزع وصفه وأعطاه إياه وإنما وقع الشبه في اللفظ والمعنى معاً عند غير المحقق فيقول هذا هو هذا وقد علمنا أن هذا ليس هذا وهذا ينبغي لهذا ولا ينبغي لهذا فليكن عند من لا ينبغي له عارية وأمانة وهذا قصور وكلام من عمي عن إدراك الحقائق فإن هذا ولابد ينبغي له هذا فليس الرب هو العبد وإن قيل في الله سبحانه إنه عالم وقيل في العبد إنه عالم وكذلك الحي والمريد والسميع والبصير وسائر الصفات والإدراكات فإياك أن تجعل حياة الحق هي حياة العبد في الحد فتلزمك المحالات فإذا جعلت حياة الرب على ما تستحقه الربوبية وحياة العبد على ما يستحقه الكون فقد انبغى للعبد أن يكون حياً ولو لم ينبغ له ذلك لم يصح أن يكون الحق آمراً ولا قاهراً إلا لنفسه ويتنزه تعالى أن يكون مأموراً أو مقهوراً فإذا ثبت أن يكون المأمور والمقهور أمراً آخر وعيناً أخرى فلا بد أن يكون حياً عالماً مريداً متمكناً مما يراد به هكذا تعطى الحقائق فثم على هذا حرف لا يقبل سوى حركته كالهاء من هذا وثم حرف يقبل الحركتين والثلاث من جهة صورته الجسمية والروحية كالهاء في الضمير له ولها وبه كما تقبل أنت بنفسك الخجل وبصورتك حمرته وتقبل بنفسك الوجل وبصورتك صفرته والثوب يقبل الألوان المختلفة وما بقي الكشف إلا عن الحقيقة التي تقبل الإعراض هل هي واحدة أو شأنها شأن الإعراض في العدم والوجود وهذا مبحث للنظار وأما نحن فلا نحتاج إليه ولا نلتفت فإنه بحر عميق بحال المريد على معرفته من باب الكشف عليه فإنه بالنظر إلى الكشف يسير وبالنظر إلى العقل عسير ثم أرجع وأقول إن الحرف إذا قامت به حقيقة الفاعلية بتفريغ الفعل على البنية المخصوصة في اللسان تقول قال الله وإذا قامت به حقيقة تطلبه يسمى عندها منصوباً بالفعل
    فلما كانت اللام من اللسان جعلها تنظر إليه لا إلى نفسها فأفناها عنها وهي الحنك اشتداد التمكن علوها وارتفاعها بمشاهدته وخرجت الواو من الشفتين إلى الوجود الظاهر مخبرة دالة عليه وذلك مقام باطن النبوة وهي الشعرة التي فينا من الرسول صلى الله عليه وسلم وفي ذلك يكون الورث فخرج من هذا الوصل أن الهمزة والألف والهاء من عالم الملكوت واللام من عالم الجبروت والواو من عالم الملك وصل قوله الرحمن من البسملة الكلام على هذا الاسم في هذا الباب من وجهين من وجه الذات ومن وجه الصفة فمن أعربه بدلاً جعله ذاتاً ومن أعربه نعتاً جعله صفة والصفات ست ومن شرط هذه الصفات الحياة فظهرت السبعة وجميع هذه الصفات للذات وهي الألف الموجودة بين الميم والنون من الرحمن ويتركب الكلام على هذا الاسم من الخبر الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله خلق آدم على صورته من حيث إعادة الضمير على الله ويؤيد هذا النظر الرواية الأخرى وهي قوله عليه السلام على صورة الرحمن وهذه الرواية وإن لم تصح من طريق أهل النقل فهي صحيحة من طريق الكشف فأقول أن الألف واللام والراء للعلم والإرادة والقدرة والحاء والميم والنون مدلول الكلام والسمع والبصر وصفة الشرط التي هي الحياة مستصحبة لجميع هذه الصفات ثم الألف التي بين الميم والنون مدلول الموصوف وإنما حذفت خطاً لدلالة الصفات عليها دلالة ضرورية من حيث قيام الصفة بالموصوف فتجلت للعالم الصفات ولذلك لم يعرفوا من الإله غيرها ولا يعرفونها ثم الذي يدل على وجود الألف ولابد ما ذكرناه وزيادة وهي إشباع فتحة الميم وذلك إشارة إلهية إلى بسط الرحمة على العالم فلا يكون أبداً ما قبل الألف إلا مفتوحاً فتدل الفتحة على الألف في مثل هذا الموطن وهو محل وجود الروح الذي له مقام البسط لمحل التجلي وهذا ذكر أهل عالم التركيب في وضع الخطوط في حروف العلة الياء المكسور ما قبلها إذ قد توجد الياء الصحيحة ولا كسر قبلها وكذلك الواو المضموم ما قبلها ولما ذكروا الألف لم يقولوا المفتوح ما قبلها إذ لا توجد إلا والفتح في الحرف الذي قبلها بخلاف الواو والياء فالاعتدال للألف لازم أبداً فالجاهل إذا لم يعلم في الوجود منزها عن جميع النقائص إلا الله تعالى نسي الروح القدسي الأعلى فقال ما في الوجود إلا الله فلما سأل في التفصيل لم يوجد لديه تحصيل وإنما خصصوا الواو بالمضموم ما قبلها والياء بالمكسور ما قبلها لما ذكرناه فصحت المفارقة بين الألف وبين الواو والياء فالألف للذات والواو العلية للصفات والياء العلية للأفعال وهو الخفض فإن انفتح ما قبل الواو والياء فذلك راجع إلى حال المخاطب ولما كانتا غيراً ولابد اختلفت عليهما الصفات الذات علة لوجود الصفة وواو الصفة علة لوجود الفعل وياء الفعل علة لوجود ما يصدر عنه في عالم الشهادة من حركة وسكون فلهذا سميت عللاً ثم أوجد النون من هذا الاسم نصف دائرة في الشكل والنصف الآخر محصور معقول في النقطة التي تدل على النون الغيبية الذي هو نصف الدائرة ويحسب الناس النقطة أنها دليل على النون المحسوسة ثم أوجد مقدم الحاء ممايلي الألف المحذوفة في الرقم إشارة إلى مشاهدتها ولذلك سكنت ولو كان مقدمها إلى الراء لتحركت فالألف الأولى للعلم واللام للأرادة والراء للقدرة وهي صفة الإيجاد فوجدنا الألف لها الحركة من كونها همزة والراء لها الحركة واللام ساكنة فاتحدت الإرادة بالقدرة كما اتحد العلم والإرادة بالقدرة إذا وصلت الرحمن بالله فأدغمت لام الإرادة في راء القدرة بعد ما قلبت راء وشدت لتحقيق الإيجاد الذي هو الحاء وجود الكلمة ساكنة وإنما سكنت لأنها لا تنقسم والحركة منقسمة فلما كانت الحاء ساكنة سكوناً حسياً ورأيناها مجاورة الراء راء القدرة عرفنا أنها الكلمة وتثمينها تنبيه أشار من أعربه بدلاىً من قوله الله إلى مقام الجمع واتحاد الصفات وهو مقام من روى خلق آدم على صورته وذلك وجود العبد في مقام الحق حد الخلافة والخلافة تستدعي الملك بالضرورة والملك ينقسم قسمين قسم راجع لذاته وقسم راجع لغيره من الواحد من الأقسام يصلح في هذا المقام على حد ما رتبناه فإن البدل في الموضع يحل محل البدل منه مثل قولنا جاءني أخوك زيد فزيد بدل من أخيك بدل الشيء من الشيء وهما العين واحدة فإن زيداً هو أخوك وأخاك هو زيد بلا شك وهذا

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 4:30 pm