الأسرار العظام في علم الحروف

علم الحروف خفايا كثيرة ولطائف عجيبة لا يتفطن لها إلا الأذكياء ، وهو بحر عميق غرق البعض في لججه وظنوا أنهم واصلون ,ووصل البعض بالتوفيق الإلهي وكشف لهم الغطاء فأصبحوا من العارفين بحقائق الأسرار الربانية ، فقاموا باستخراجات بديعة تؤنس الأسماع وتجذب القلوب بل وتذهل العقول، وكيف لا يكون الواصلون له من أهل المعرفة والحقيقة ؟ وقد جعل الله مدحه للحروف عائدا إليه ومدح نفسه بسر الأعداد.
وقال تعالى : { وكفى بنا حاسبين }
ومن العلماء البارزين في زمانهم بهذا الفن الشيخ بهاء الديد العاملي والمحقق الفيض القاساني والشيخ محيي الدين بن محمد العربي الطائي.
ومن جملة استخراجات الشيخ محيي الدين أنه قال(( اذا دخل السين في الشين ظهر قبر محيي الدين)) وقد كان قبر محيي الدين غير معروف حتى دخل السلطان سليم إلى الشام وكشف عن قبره، فظهر السر من كلمة السين وهي ترمز إلى السلطان سليم والشين ترمز إلى الشام.
ومن جملة استخراجاته ايضا
فعند فناء خاء الزمان ودالها = على فاء مدلول الكرور يقوم
مع السبعة الأعلام والناس غفل = عليهم بتدبير الأمور حكيم
فأشخاصنا خمس وخمس وخمسة = عليهم ترى أمر الوجود يقيم
ومن قال أن الاربعين نهاية = لهم فهو قول يرتضيه كليم
وإن شئت أخبر عن ثمان ولا تزد = طريقهم فرد إليه قويم
فسبعتهم بالأرض لا يجلونها = وثامنهم عند النجوم لزيم
ومن العلماء المعروفين بهذا العلم ميرزا علي نقي ابن العلامة ميرزا مولى رضا بن محمد أمين الهمداني المتوفى سنة 1297 هـ .
وبالجملة فنحن لا نستطيع حصر أسماء العلماء الذين كانوا يملكون قواعد أحكام علم الحروف ، لأن البعض منهم استأثر به لنفسه وغيره من الأسباب.