قلعة الروحانيات للشيخ ابوبلال السوسي المغربي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
قلعة الروحانيات للشيخ ابوبلال السوسي المغربي

رقم الواتساب المباشر للشيخ 00212627384404

مرحبا بكم في منتدى قلعة الروحانيات للشيخ المغربي السوسي نقدم لكم افضل ما في علم الروحانيات و اصولها نقدم لكم خدمات الجلب و التهييج الخواتم الروحانية فك السحر بكل انواعه السحر الاسود ارجاع المطلقة استخراج الكنوز داخل المغرب للتواصل واتساب 00212627384404

للتواصل مع قيدوم و شيخ الشيوخ المغاربه ابوبلال السوسي على رقمه الخاص على الواتساب 00212627384404

    الفيدا هي منارة الحكمة الأبديّة التي تقود الإنسان إلى الخلاص

    الشيخ ابوبلال المغربي
    الشيخ ابوبلال المغربي
    Admin


    المساهمات : 2501
    تاريخ التسجيل : 25/06/2017

    الفيدا هي منارة الحكمة الأبديّة التي تقود الإنسان إلى الخلاص Empty الفيدا هي منارة الحكمة الأبديّة التي تقود الإنسان إلى الخلاص

    مُساهمة من طرف الشيخ ابوبلال المغربي الإثنين يناير 15, 2018 10:49 pm

    الفيدا هي منارة الحكمة الأبديّة التي تقود الإنسان إلى الخلاص وتلهمه إلى الاكتمال الأسمى.

    إنها الحضور الدائم للكينونة الأبدية، غير ظاهرة ومطلقة؛ منزلتها في ذلك الذي هو، حتى في التنويع الظاهر للخليقة؛ وإمكانية إدراك الكينونة من قبل أيّ إنسان من ناحية ذاته – هذه هي الحقائق العظيمة للفلسفة الدائمة للفيدا.

    تكشف الفيدا الوحدة الثابتة للحياة التي تقع تحت التعدّد الواضح للخليقة، لأن الحقيقة هي الظاهر غير الظاهر كليهما معاً، وذلك وحده موجود. "أنا هو ذلك، أنت هو ذلك وكلّ هذا هو ذلك" إنها الحقيقة؛ وهذا هو لبّ التعاليم الفيدية، التي يمجدها الراءون كونها التعاليم التي "تستحقّ الاستماع وتمعّن والإدراك".

    إنّ حقيقة الحكمة الفيدية بطبيعتها الأساسية هي غير معتمدة على الزمن ولذلك لا يمكن أن تضيع أبداً. وعندما، على أية حال، تصبح رؤية الإنسان أحادية الجانب ويكون ممسكاً بشدّة بالتأثير الملزم للعالم الظاهري مستثنياً الوجهة المطلقة للحقيقة، وعندما يكون هكذا منحصراً في النواحي المتغيّرة باستمرار للوجود، تفقد حياته الاستقرار ويبدأ بالمعاناة. عندما تنمو المعاناة، تتحرّك القوة المنيعة للطبيعة لتضع رؤية الإنسان على الحقّ وتؤسّس له طريقة للحياة تعيد ثانية اكتمال الغاية العليا لوجوده. يدوّن التاريخ الطويل للعالم العديد من الحقب الزمنية المماثلة التي نسيا فيها أولاً النمط المثالي للحياة وبعد ذلك أعيد للإنسان.

    فيدا فياسا، الحكيم صاحب الرؤية المتنورة والأعظم بين مؤرخي العصر القديم، يسجّل نمو عدم الأحقية في عائلات أولئك الذين حكموا الناس قبل حوالي خمسة آلاف سنة. ولذلك السبب جاء المولى كريشنا لتذكير الإنسان بالقيم الحقيقية للحياة والمعيشة. لقد أعاد ذلك الاتصال المباشر بالكينونة التجاوزية التي يمكنها وحدها أن تعطي الاكتمال إلى كلّ نواحي الحياة. لقد كشف الكينونة المطلقة كونها الحقيقة الأساسية للحياة وثبتها، على أنها الأساس لكلّ تفكير، الذي بدوره الأساس لكلّ عمل. هذه الفلسفة للكينونة والتفكير والعمل هي الفلسفة الحقيقية للحياة المتكاملة. إنها لا تساعد الفاعل فقط لكسب النجاح في تعهّده، لكن وفي الوقت ذاته، تحرّره من عبودية العمل، وتجلب الاكتمال إلى كلّ مستوى. إن مثل هذه التعاليم للحقيقة الأبديّة، أعطية من قبل المولى كريشنا إلى أرْجونا في البهاغافاد غيتا.

    كادت هذه التعاليم أن تنسى بشكل تدريجي، لذلك وبعد ألفي سنة حتى أن مبدأ الكينونة كونها الحقيقة المطلقة، التي هي المصدر والأساس لكلّ الخليقة، قد حجبت بالمعتقدات الخاطئة التي مجّدت الأوجه النسبية للحياة فقط. "إن انقضاء الزمن الطويل"، يقول المولى كريشنا، هو السبب لخسارة هذه الحكمة.
    عندما تم إعادة فلسفة الحياة المتكاملة من قبل المولى كريشنا غاب عن النظر، ونمت الفكرة بأن كلّ شيء يمكن للحياة أن تقدّمه هو حاضر على المستويات الجليّة للوجود، وبالتالي قد يكون عديم الفائدة للتطلّع إلى أيّ شيء قد يتواجد في مستوى أعمق من الظواهر الخارجية. أصبح المجتمع تحت سيطرة وجهة النظر السطحية هذه، وفقدت البصيرة إلى الحقيقة، ونسيا الحس الصحيح للقيم وتحطّم الاستقرار الحياة. وساد التوتّر والتشويش والخرافة والحزن والخوف.

    جاء المولى بوذا لمعالجة هذه الحالة. وبوجود الانحراف في حقل العمل. جاء برسالة العمل الصحيح. متكلّماً من مستواه من الوعي الثابت في الكينونة، في الحرية الأبديّة (النرفانا)، علّم المولى بوذا فلسفة العمل في الحرية. دعا للتأمل لكي ينقّي حقل الفكر من خلال الاتصال المباشر بالكينونة وجلب حالة العمل الصحيح في المجتمع. كانت رسالة المولى بوذا كاملة لأنه دمج حقول الكينونة والتفكير والعمل في موضوعه للإحياء. لكن وبسبب إخفاق أتباعه في ربط هذه الحقول المختلفة للحياة بطريقة منهجية من خلال ممارسة التأمل التجاوزي، أصبح إدراك الكينونة بأنها أساس الحياة المرفّهة محجوباً. ولم يصبح التركيب الكامل لتعاليم المولى بوذا مشوّها فقط، بل انقلب رأسا على عقب أيضاً. لقد أخطأ التأثير بالسبب. وكانت الغاية من العمل الصحيح كوسيلة لكسب النرفانا، بينما العمل الصحيح هو في الحقيقة نتيجة هذه الحالة للوعي في الحرية.

    لقد كان من سوء حظ كلّ معلّم بأنه، حينما يتكلّم من مستوى وعيه، يمكن لأتباعه أن يتلقوا رسالته فقط من مستواهم؛ والهوّة بين التعاليم والفهم تتوسع مع الوقت.

    إنّ تعاليم العمل الصحيح من بدون التأكيد الصارم على الضرورة الأولية لإدراك الكينونة هو مثل تشييد جدار من بدون أساسات. يتداعى بالريح وينهار سريعاً. خلال ثلاثمائة أو أربعمائة سنة اختفت كلّ صلة حقيقية بين التعاليم الأساسية للمولى بوذا والحياة اليومية لأتباعه. وضاعت مرّة أخرى البصيرة إلى مبدأ الحياة المتكاملة. ومع نسيان الأهمية الرئيسية للإدراك الكينونة، أصبح المجتمع منغمساً مرة أخرى في الخرافات السطحية للحياة.

    لن تسمح الطبيعة للبشرية أن تكون محرومة من رؤية الحقيقة لمدة طويلة جداً. جلبت موجة من الإحياء شنكرا لإعادة تثبيت أساس الحياة وتجديد الفهم البشري. أعاد شنكرا حكمة المطلق وثبّتها في الحياة اليومية للناس، مقوّياً حقول التفكير والعمل بقوّة الكينونة. لقد جلب رسالة الاكتمال من خلال الإدراك المباشر للكينونة التجاوزية في حالة الوعي الذاتي، الذي هو أساس لكلّ ما هو جيد في الحياة.

    نجم تأكيد شنكرا على الإدراك الذاتي عن الفلسفة الأبديّة للحياة المتكاملة التي عبّر عنها المولى كريشنا في البهاغافاد غيتا عندما يسأل أرّجونا أن يكون أولاً من دون الغونات الثلاثة وبعد ذلك أداء العمال حينما يكون بذلك ثابتاً في الكينونة. بأنه يجب على كلّ البشر وفي كل وقت أن يعيشون وعي الغبطة للكينونة المطلقة، وبأنّه يجب أن يعيشوا حالة الاكتمال في وعي الله في من خلال كلّ من التفكير والكلام والعمل؛ هذا هو جوهر رسالة شنكرا، وهو جوهر رسالة المولى كريشنا والفلسفة الفيدية بالكامل.

    إن البركة الأعظم التي قدمتها تعاليم شنكرا إلى العالم هي مبدأ الامتلاء للتطوّر الفكري والعاطفي في حالة التنوير، المرتكز على الوعي الصافي التجاوزي، الذي فيه يكون القلب صافياً جداً لكي يكون قادراً على التدفّق وفيضان بأمواج من الحبّ العالمي والولاء إلى الله، بينما يكون العقل صافياً جداً لكي يتمتّع بإدراك الطبيعة القدسية كونها منفصلة عن عالم العمل.

    هذا التعبير التلقائي لعقل شنكرا وقلبه في هذه الحالة من الحرية والاكتمال كان مصدر الإلهام لكل أولئك الذين يعيشون بالقلب وكلّ أولئك الذين يعيشون بالعقل. أثبت وعيه الحالة الأعلى للتطوّر البشري؛ بعبّر قلبه عن الولاء تجاوزي الأسمى إلى الله (بارا بهاكتي)، في حين يعبّر عقله عن إدراك الذات بأنها منفصل عن حقل العمل (غيانا). هذا ما قاد خطاب شنكرا ليصبّ في نشوة التعبّد وفي الوقت ذاته إلى التعبير الواضحة عن المعرفة، أي الحقائق الجافّة والعنيدة المتعلّقة بالطبيعة القدسية المنفصلة من العالم. هذان هما وجهتا الحقيقة الحيّة للحياة في الاكتمال الكامل.

    لم يحيي شنكرا حكمة الحياة المتكاملة فقط ويجعلها شعبية في أيامه، لكنه أسّس المقامات الرئيسية الأربعة للتعاليم في الأقسام الأربعة من الهند لإبقاء تعاليمه صافية ولضمان بأنّها ستنشر بكمالها جيل بعد الجيل. بقية تعاليمه لعدّة قرون حيّة في أتباعه، الذين عاشوا الحالة المثالية للمعرفة بالولاء والتعبّد (غيان وبهاكتي). لكن وبالرغم من كلّ بصيرته ومساعيه، عانت رسالة شنكرا حتماً مع الوقت، سوء الحظ ذاته مثل أولئك المعلمين العظماء الآخرين.

    إذا نسي المقيمين في البيت الأساسات، يكون ذلك بسبب أن الأساسات هي تحت الأرض، مخفية عن النظر. إنه ليس بالأمر المفاجئ بأن تضيع الكينونة عن النظر، لأنها تكمن في الحقل التجاوزي للحياة.
    إن حالة الحقيقة، كما يصفها المتنورون، لا يمكنها أن تصبح الطريق للباحث، لا يمكن لنقطة الصول أن تستبدل بالطريق الذي يؤدّي إليها. عندما تصبح الحقيقة بأن الكينونة تشكل الأساس لحالة التنوير محجوبة، تصبح تصاريح شنكرا حول طبيعة الهدف خاطئة نسبة للطريق إلى الإدراك.

    لقد زاد سوء الفهم هذا لبلاغة شنكرا الرائعة الجمال. فاعتبر تعبيره عن الولاء العميق في حالة الاستسلام والوحدانية الكاملة مع الله، واعتبرت توضيحاته الفكريّة في حالة إدراك الطبيعة القدسية، اللذان هما ممتلئان وكاملان جداً بذاتهما بأنهما كما فهما من المستوى العادي للوعي، يقدمان طريقتان مستقلتان إلى التنوير: طريق المعرفة وطريق الولاء والتعبّد.

    هذه هي مأساة المعرفة، المصير المأساوي بأن معرفة يجب عليها أن تصل إلى أيدي الجهل. إنه أمر حتمي، لأن التعاليم تأتي من مستوى معين من الوعي وتستلًم إلى مستوى مختلف تماماً. يجب أن تتحطّم معرفة الأحادية بمرور الزمن على صخور الجهل الصلبة. لقد أثبت التاريخ ذلك مراراً وتكراراً. لم تستطع تعاليم شنكرا أن تثبت الاستثناء عن القاعدة.

    أصبحت فكرة الطريقين أكثر سيادة بسبب إهمال المؤتمنون على تعاليم شنكرا. وبما أنهم اتبعوا طريق التنسك في الحياة، كانوا مهتمّون بشكل طبيعي بأفكار انفصال القدسي عن العالم؛ ، وباستمرار هذه الحالة جيل بعد الجيل، بدأت وجهة المعرفة تسيطر على تقليد شنكرا على حساب وجهة الولاء وبذلك فقدت وجه الولاء والتعبّد أهميتها بشكل تدريجي. فأصبحت التعاليم أحادية الجانب، ومحرومة من شموليتها، وفقدت انتشارها العالمي في النهاية. وأصبح ينظر إليها بأنها مايافادا، أي فلسفة الوهم، التي تعتبر أن العالم هو وهمٌ فقط وتؤكد على طريقة الانفصال في الحياة.

    ومع اختفاء مبدأ الكينونة عن الأنظار أكثر فأكثر، أصبحت طريقي الولاء والمعرفة منفصلة أكثر فأكثرإن أن انقطع الرابط بينهم. فافتقد مبدأ التطور الكامل للقلب والعقل من خلال عملية واحدة (التأمل التجاوزي). وفقدت الطبيعة التكاملية للإدراك. كما فقدت الحكمة الحقيقية لاكتمال الحياة، التي تكمن في التطور التلقائي للقلب والعقل. أما الفكرة بأنه يجب أن يكون كل من الولاء والمعرفة منفصلان كانت الضربة الأعظم لتعاليم شنكرا.

    في غياب القمر، تسيطر النجوم وتشع ما يمكنها من النور. عندما اختفى المستوى المثالي لشنكرا للولاء التجاوزي عن البصر، قام رآمانوجا ومادهفا وغيرهما من المعلمين بإتباع طريق الولاء، بالرغم من أنّها لم تكن بقاعدتها الصحيحة في الكينونة. تبعهم الناس، وهكذا نشأ العديد من الطوائف التعبدية كلّها على مستوى العاطفة وكلّ واحدة تأسست على الأسس المريحة للأمل بأنه "يوما ما سوف تكون صلاتنا مسموعة، يوما ما سيجيء هو إلينا ويدعونا إليه". في الحقيقة كانت راحة إلى القلب لكن، وللأسف، مثل هذا الولاء هو على المستوى الخيالية للشعور! إنه بعيد، بعيد جداً عن حقيقة الاتصال الفعلي بين المتعبّد وإلهه. إن الإدراك في حالة الكينونة هو وحده الذي يجعل الحقل الكامل للتعبّد حقيقي.

    تعتبر كلّ هذه الطوائف بأنّ الولاء التجاوزي هو المرحلة الأخيرة لانجازات المتعبّد. لكن مبدأ شنكرا للولاء هو مرتكز على الوعي التجاوزي منذ البداية. إنّ الخطوة الأولى لشنكرا هي الخطوة الأخيرة لهذه الطوائف التعبدية، الخطوة التي يعتبرونها طبقاً لفهمهم بعيدة تتخطى منال الإنسان العادي.

    بضياع الفكرة بأن الولاء يجب أن يبدأ من الوعي التجاوزي من قبل المؤتمنين على حكمة شنكرا، أغلق أمامه المدخل إلى حقل الولاء. فيبقى الباحثون عن الله يبحثون في الهواء الرقيق، ويبقى أحباء الله يبكون من أجله دون أن يجدوه.

    ومع كما بقاء الولاء مجرّداً على مستوى التفكير وبافتراض موقف من الشعور (تصنعّ المزاج)، لذلك التقت المعرفة بالمصير ذاته عندما ضاع الطريق المباشر لإدراك الوعي التجاوزي. إن فهم أحادية الحياة لا يمكن أن تكون مهمّة إلا عندما يفهم الفرد بعمق، وبالاختبار المباشرة، بأنّ طبيعته القدسية الداخلية هي منفصلة عن عالم العمل. إذا لم يكسب الإنسان الوعي في الكينونة من خلال ممارسة التأمل التجاوزي، سيواصل الحياة في الجهل والعبودية. لأنه لم يفتح ذاته بعد على اختبار انفصال القدسي عن العالم، إن فكرة الأحادية ليست لها استعمال عملي لهذا الإنسان. وليس له شيء ليتّحد به.

    في الحقل الخصب للوعي التجاوزي تجد كل من المعرفة والولاء اكتمالها. لكن عندما نسي هذا المبدأ وفقدت تقنية تطوّر الوعي التجاوزي، مات العديد من الأجيال من بدون رؤية نور الله ومن بدون كسب الاكتمال. تلك كانت هي الحالة لأكثر من ألف سنة. إن سوء الفهم بحد ذاته هو الذي أضاع التقليد الذي، لسوء الحظ عرف بتقليد شنكرا. هذه الخسارة العظيمة للحياة البشرية يمكن أن تعوّض بصعوبة؛ لكن كان ذلك فصلاً من التاريخ. لا يمكن استرداد الوقت. ولا ينفع الندم على الماضي.

    في مراجعتنا لصعود وانهيار الحقيقة، لا يجب أن نتغاضى عن التأثير العظيم الذي أنتجه شنكرا في الحياة الهندية. كان الكمال لما تقدّم به هو الذي سبّب في قبول تعاليم شنكرا بأنه صميم الحكمة الفيدية ووضعها في صدارة التراث الهندي. أصبح متلازم جداً مع طريقة الحياة الهندية التي، وعلى مر الزمن، عندما أضاعت هذه التعاليم صفاتها العالمية وتم تفسيرها بأنها نظام التنسك فقط، بدأت الأسس الكاملة للثقافة الهندية تعتبر بأنها أيضاً في طريق حياة التنسك، المرتكزة على الزهد والإعتاق.

    عندما أصبحت هذه النظرة الانفصالية للحياة مقبولة بأنها أساس الحكمة الفيدية، فقدت شمولية الحياة واكتمالها. سيطر هذا الخطأ في الفهم على التراث الهندي لعدة قرون وقلبت مبدأ الحياة رأساً على عقب. الحياة على أساس الانفصال! هذا هو التشويه الكامل للفلسفة الهندية. إنه لم يحطّم طريق الإدراك فقط لكنه قاد الباحثين عن الحقيقة بشكل مستمر في الضلال. وفي الحقيقة تركهم من دون إمكانية إيجاد الهدف مطلقاً.

    لم يضيع الطريق إلى التنوير فقط، بل اختفى فن الحياة الكامل في غيوم الجهل التي حجبت كلّ مراحل الحياة. حتى الدين أصبح فاقداً البصر لذاته. وبدلاً من أن يساعد الناس مباشرة على كسب وعي الله والتصرّف بشكل صحيح على تلك القاعدة، بدأ المبشرون الدينيون بالتعليم أن العمل الصحيح في بذاته طريق التنقية وبالتالي يؤدي إلى وعي الله.

    من دون الكينونة، غزى التشويش للسبب والمسبب كلّ حقل الفهم. إلى أن أسر الحقل الأكثر عملية لفلسفة اليوغا أيضاً. بدأ فهم الكارما يوغا (نيل الإتحاد عن طريق العمل) بأنها تستند على الكارما (العمل)، في حين أن قاعدتها هي اليوغا، التوحيد، الوعي التجاوزي. كما تم إساءة تفسير مؤسس فلسفة اليوغا، بتنجلي بنفسه، وعكسوا نظام المراحل الثمانية لطريقته. وفهمت ممارسة اليوغا بأنها تبدأ بالياما ومن ثم نياما، وهكذا (المزايا العلمانية)، في حين أنه في الواقع يجب أن تبدأ بالسمادي. لا يمكن اكتساب السمادي بممارسة الياما ومن ثم نياما، وهكذا. إن البراعة في المزايا يمكن أن تكسب فقط بالاختبارات المتكرّرة للسمادي. لقد كان ذلك لأن التأثير قد أخطأ فيه بسبب أنّ هذه الفلسفة العظيمة للحياة أصبحت مشوّهة ومنعت الطريق إلى السمادي.

    ومع خسارة البصيرة في اليوغا، فقدت الأنظمة الكلاسيكية الأخرى الخمسة من الفلسفة الهندية قوّتها. فبقوا على المستوى النظري للمعرفة، لأنه ومن خلال اليوغا وحدها تخطو تلك المعرفة إلى الحياة العملية.

    هكذا نجد بأن كلّ حقول الدين والفلسفة تم إساءة فهما وترجمة بشكل خاطئ لعدّة قرون ماضي. هذا ما منع الطريق إلى التطوّر الأكمل للقلب والعقل، التي تم إحيائها من قبل شنكرا تحديداً.

    إن تفسيرات البهاغافاد غيتا والكتب المقدّسة الهندية الأخرى هي الآن مليئة بفكرة التنسك التي ينظر إليها بالارتياب من قبل الأشخاص العمليين في كلّ جزء من العالم. يتردّد العديد من الجامعات الغربية في تعليم الفلسفة الهندية لهذا السبب. تقع المسؤولية لهذه الخسارة للحقيقة إلى العالم بأكمله على عاتق مترجمي تعاليم شنكرا؛ ومع فقدان جوهر حكمته، كانوا غير قادرين على حماية العالم من الهبوط في أعماق الجهل والمعاناة.

    لكن هذا العصر له الحظ السعيد. لقد شهد على المثال الحيّ لإنسان ملهم بالحكمة الفيدية في شموليتها وبالتالي قادراً على إحياء فلسفة الحياة المتكاملة بكلّ حقيقتها وامتلائها. إنه صاحب الإلوهية سوامي برمهانندا سرسفاتي، إنه الإلهام والنور المرشد لهذا التفسير للبهاغافاد غيتا، لقد زيّن مقعد شنكراتشاريا للشمال، وتوهّج في الإشعاع القدسي، جسّد في ذاته رأس وقلب شنكرا. شرح الحقيقة في طبيعتها الشاملة. كلماته الهادئة، التي يجيء من الحبّ غير المحدود من قلبه، تخرق قلوب كلّ الذين سمعوها وتجلب التنوير إلى عقولهم. كانت رسالته رسالة امتلاء القلب والعقل. يحرّك مثل التجسد الحيّ للحقيقة وكان يلقّب بتجسّد فيدانتا من قبل الفيلسوف الهندي العظيم، الذي هو الآن رئيس الهند، الدّكتور رادهاكريشنا.

    كان اهتمام غورو ديفا، صاحب الإلوهية سوامي برمهانندا سرسفاتي، في تنوير كلّ البشر في كل مكان ما أدى إلى تأسيس حركة التجديد الروحية العالمية في العام 1958، بعد مغادرته عنّا بخمس سنوات. إن الهند هي البلاد التي تهتمّ كثيراً بالحقيقة، والشعب الهندي هو الشعب الذي يعنيه الله أكثر. شهدت الأراضي الهندية الكثير مراحل إحياء فلسفة الحياة الحقيقية. لم يتردد الشعب الهندي أبداً في العودة مرة أخرى إلى الطريق الصحيح حينما يشار إليها بإقناع وبأنّ طريقة حياتهم قد أخذت المنحى الخاطئ. هذا التقبّل للحقيقة للشعب الهندي كان دائماً مصدر الإلهام وإشارة الأمل إلى كلّ الحركات التي تهدّف نحو إحياء الحياة والمعيشة الحقيقية.

    ليكن هذا التفسير الحالي للبهاغافاد غيتا، منتجاً للتأثير المطلوب ردّا على الضرورة التاريخية للحاضر.
    إنّ غاية هذا التفسير هي في إعادة الحقائق الأساسية للبهاغافاد غيتا وبذلك تعيد أهمية تعاليمها. إذا تم إتباع هذه التعاليم، ستتحقق الفعالية في الحياة، وسيكتمل البشر على كلّ المستويات وستكتمل أيضاً الحاجة التاريخية للعصر.

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 8:09 pm