بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له ، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين .
أمَّا بعــدُ : فإنَّ العداوة بين الشيطان والإنسان قديمة .. وكان بدء ذلك يوم شَكَّل الله تعالى آدم قبل أن ينفخ فيه الروح ، فكان الشيطان يطيف به ويقول : لئن سُلِّطتَ عليَّ لأعصينك ، ولئن سُلِّطتُ عليك لأهلكنك (1).
فلمَّا نفخ الله تعالى في آدم عليه السلام الروح ، وأمر ملائكته بالسجود لأبينا آدم عليه السلام:أبى العدو الأول إبليس لعنه الله تعالى السجود - عناداً واستكباراً - وأعلن الحرب على آدم عليه السلام وذريته إلى يوم الدين ..وقد أخبرنا الله سبحانه في كتابه الكريم عن قصة الصراع الدائمة بين آدم وذريته والشيطان ؛ فقال سبحانه حاكياً لنا ما طلبه الشيطان ويتمنى حصوله :
( قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ *قَالَ إِنَّكَ مِـنَ الْمُنْظَرِينَ*قَالَ فَبِمَا أَغْـوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ* ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ [سورة الأعراف،الآية:14-17] .
وحذَّرنا الله سبحانه من الشيطان في مواطن كثيرة من كتابه الكريم ؛ لعظيم فتنة ذللك العدو وكيده ومهارته في أساليب الغواية لبني الإنسان ، فقال تعالى : ( يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ .. ) [سورة الأعراف، الآية:27 ].
وقال عزَّ وجلَّ : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) [سورة فاطر، الآية:6 ].
وقال سبحانه : (وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً ) [سورة النساء،الآية 119].
وعداوة الشيطان لا تحول ولا تزول ؛ لأنه يرى أنَّ طرده ولعنه كان بسبب أبينا آدم عليه السلام ، فلابدَّ أن ينتقم من آدم وذريته من بعده : ( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلاً ) [سورة الإسراء، الآية:62 ].
الوسوسة في اللغـة :
على وزن فَعْلالٌ من وَسْوَسَ ،وأصل الوَسْوَسَة : الحركة أو الصوت الخفيُّ الذي لا يُحَسُّ فيحترز منه .
ومن ذلك : سُمِّي صوت الحَلْي بالوسواس .
قال الأعشى :
تسمع للحَلْي وسـواساً إذا انصرفت ... كما استعـان بريح عِشْرِق زَجِلُ(1)
قال الله تعالى : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) سورة ق،الآية:16.
فالـذي يوسوس في صـدور الناس نفسـه،و شياطين الجن، وشياطين الإنس .
و الوسواس الخناس : يتناول و سوسة الجنة ووسوسة الإنس ،وإلا أيّ معنى للاستعاذة من وسوسـة الجـن فقط، مع أن وسوسة نفسه وشياطين الإنس هي ممَّا تضره،وقد تكون أضرّ عليه من وســـوسة الجن) (1).
أفكار رديئة تزينها النفس الأمارة بالسوء للعبد حتى توقعه في مخالفة الشريعة والأخلاق الفاضلة،وللشيطان فرح بها ، فهو : يحسنها للعبد ويخيلها له في خيال تميل نفسه إليها ،فتصير إرادة ، ثم لا يزال يُمَنِّي ويشهي ، ويُنَسِّى عِلْمَه بضررها،ويطوي عنه سوء عاقبتها ،فيحول بينه وبين مطالعته،فلا يرى إلا صورة المعصية والتـذاذه بها فقـط،ويَنسى ما وراء ذلك ،فتصير الإرادة عـزيمة جازمة ،فيشتد الحـرص عليـها من القـلب ، فيبـعث الجنود في الطـلب فيبـعث الشيــطان معـهم مَـدَدَاً لهم وعوناً ، فإنْ فتروا حركهم ،وإن وَنَوْا(2) أزعجـهم كما قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً )سورة مريم،الآية :83.أي: تزعجهم إلى المعاصي إزعاجاً، كلَّما فتروا أو وَنَوْا أزعجتهم الشياطين وأزتهم وأثارتهم ،فلا تزال بالعبد تقوده إلى الذنب وتنظمُ شمل الاجتماع بألطف حيلة وأتم مكيدة ، والله المستعان(3) .
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له ، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين .
أمَّا بعــدُ : فإنَّ العداوة بين الشيطان والإنسان قديمة .. وكان بدء ذلك يوم شَكَّل الله تعالى آدم قبل أن ينفخ فيه الروح ، فكان الشيطان يطيف به ويقول : لئن سُلِّطتَ عليَّ لأعصينك ، ولئن سُلِّطتُ عليك لأهلكنك (1).
فلمَّا نفخ الله تعالى في آدم عليه السلام الروح ، وأمر ملائكته بالسجود لأبينا آدم عليه السلام:أبى العدو الأول إبليس لعنه الله تعالى السجود - عناداً واستكباراً - وأعلن الحرب على آدم عليه السلام وذريته إلى يوم الدين ..وقد أخبرنا الله سبحانه في كتابه الكريم عن قصة الصراع الدائمة بين آدم وذريته والشيطان ؛ فقال سبحانه حاكياً لنا ما طلبه الشيطان ويتمنى حصوله :
( قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ *قَالَ إِنَّكَ مِـنَ الْمُنْظَرِينَ*قَالَ فَبِمَا أَغْـوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ* ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ [سورة الأعراف،الآية:14-17] .
وحذَّرنا الله سبحانه من الشيطان في مواطن كثيرة من كتابه الكريم ؛ لعظيم فتنة ذللك العدو وكيده ومهارته في أساليب الغواية لبني الإنسان ، فقال تعالى : ( يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ .. ) [سورة الأعراف، الآية:27 ].
وقال عزَّ وجلَّ : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) [سورة فاطر، الآية:6 ].
وقال سبحانه : (وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً ) [سورة النساء،الآية 119].
وعداوة الشيطان لا تحول ولا تزول ؛ لأنه يرى أنَّ طرده ولعنه كان بسبب أبينا آدم عليه السلام ، فلابدَّ أن ينتقم من آدم وذريته من بعده : ( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلاً ) [سورة الإسراء، الآية:62 ].
الوسوسة في اللغـة :
على وزن فَعْلالٌ من وَسْوَسَ ،وأصل الوَسْوَسَة : الحركة أو الصوت الخفيُّ الذي لا يُحَسُّ فيحترز منه .
ومن ذلك : سُمِّي صوت الحَلْي بالوسواس .
قال الأعشى :
تسمع للحَلْي وسـواساً إذا انصرفت ... كما استعـان بريح عِشْرِق زَجِلُ(1)
قال الله تعالى : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) سورة ق،الآية:16.
فالـذي يوسوس في صـدور الناس نفسـه،و شياطين الجن، وشياطين الإنس .
و الوسواس الخناس : يتناول و سوسة الجنة ووسوسة الإنس ،وإلا أيّ معنى للاستعاذة من وسوسـة الجـن فقط، مع أن وسوسة نفسه وشياطين الإنس هي ممَّا تضره،وقد تكون أضرّ عليه من وســـوسة الجن) (1).
أفكار رديئة تزينها النفس الأمارة بالسوء للعبد حتى توقعه في مخالفة الشريعة والأخلاق الفاضلة،وللشيطان فرح بها ، فهو : يحسنها للعبد ويخيلها له في خيال تميل نفسه إليها ،فتصير إرادة ، ثم لا يزال يُمَنِّي ويشهي ، ويُنَسِّى عِلْمَه بضررها،ويطوي عنه سوء عاقبتها ،فيحول بينه وبين مطالعته،فلا يرى إلا صورة المعصية والتـذاذه بها فقـط،ويَنسى ما وراء ذلك ،فتصير الإرادة عـزيمة جازمة ،فيشتد الحـرص عليـها من القـلب ، فيبـعث الجنود في الطـلب فيبـعث الشيــطان معـهم مَـدَدَاً لهم وعوناً ، فإنْ فتروا حركهم ،وإن وَنَوْا(2) أزعجـهم كما قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً )سورة مريم،الآية :83.أي: تزعجهم إلى المعاصي إزعاجاً، كلَّما فتروا أو وَنَوْا أزعجتهم الشياطين وأزتهم وأثارتهم ،فلا تزال بالعبد تقوده إلى الذنب وتنظمُ شمل الاجتماع بألطف حيلة وأتم مكيدة ، والله المستعان(3) .