بسم الله الرحمن الرحيم
حمداً لله وشكراً ، وأصلي وأسلم على خير خلق الله تعالى محمد بن عبد الله ،وعلى آله وصحبه وزمرة الأتباع والأخيار ..
أما بعد :
فكثرة الهموم والأحزان ، ونوائب الحدثان : تُذبل النفوس ،وتخمدها وتدهشها عما ينجيها من المكاره والمصائب .. وربما يقع المبتلى بمسِّ الجان ، أو غير ذلك من أنواع الابتلاء : في ورطة توجب سوء الاعتقاد ،وضعف اليقين ، وتحجب عن قلبه أنوار السكينة والتمكين ..
ومما يكون دواء ناجعاً وشافياً ؛ إن تحرك وسواس الشيطان بذلك في صدرك أيها المبتلى : أن توطن نفسك على معرفة أن هذه الدنيا بنيت على الأكدار والمكاره :
جبلت على كدرٍ وأنت تدريها ... صفواً من الأقــذار الأكدار
ومكلف الأيام ضـدّ طباعها … متطلب في المــاء جذوة نار
فحري بالعاقل : أن لا يوطن نفسه على الراحة في الدنيا ، ولا يركن منها إلى ما يقتضي فرحاً وسروراً وأنساً .
فتوطين النفس على المحن : يهوِّن على المبتلى بمس الجن ما يلقاه من أذى وبلاء عظيم من الجن لا يعرفه في كثير من الأحيان إلا هو ( وليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة ؟! ) .
ولكن الله سبحانه أبى في إرادته الكونية : أنه جاعل بعدَ كلِّ عسرٍ يسراً ، وبعد كل شدة فرجاً ، ( وإنما النصر مع الصبر ) .
فلا تيأس أيها المبتلى بمس الجان : من الفرج والمسرة لوجود المضرات والهموم والأحزان ؛ إذ ربما أتت الفوائد من وجوه الشدائد ،والشدائد من وجوه الفوائد،والأضرار من وجوه المسار ،والمسار من وجوه الأضرار ..
وربما كانت المنن في المحن ،والمحن في المنن ، وربما انتفعت من أيدي أعدائك ، وأوذيت من أيدي أصدقائك ..
ولا تعجب من ذلك : فكم من مغبوط بنعمة هي له الداء العضال ، ومبتلى بداء أو مرض هو في الحقيقة شفاؤه ؟! فرب خير في شر ، ونفع في ضرّ .
تجري الأمور على وفق القضاء وفي ... طيِّ الحـوادث محـبوب ومكـروه
فربما سـرني ما بت أحــذره … وربمــا ساءني مـا بت أرجــــــوه
ومن المهمات لمن أراد النصر :
( أن يتفقد نفسه وما عليها من الحقوق : من صلاة وصوم ، وظلامة لمخلوق .. فإنَّ أكثر ما يمنع المطلوب، ويتعذر بسبه النصر يكون بسبب ذلك ) .
والله الموفق .
حمداً لله وشكراً ، وأصلي وأسلم على خير خلق الله تعالى محمد بن عبد الله ،وعلى آله وصحبه وزمرة الأتباع والأخيار ..
أما بعد :
فكثرة الهموم والأحزان ، ونوائب الحدثان : تُذبل النفوس ،وتخمدها وتدهشها عما ينجيها من المكاره والمصائب .. وربما يقع المبتلى بمسِّ الجان ، أو غير ذلك من أنواع الابتلاء : في ورطة توجب سوء الاعتقاد ،وضعف اليقين ، وتحجب عن قلبه أنوار السكينة والتمكين ..
ومما يكون دواء ناجعاً وشافياً ؛ إن تحرك وسواس الشيطان بذلك في صدرك أيها المبتلى : أن توطن نفسك على معرفة أن هذه الدنيا بنيت على الأكدار والمكاره :
جبلت على كدرٍ وأنت تدريها ... صفواً من الأقــذار الأكدار
ومكلف الأيام ضـدّ طباعها … متطلب في المــاء جذوة نار
فحري بالعاقل : أن لا يوطن نفسه على الراحة في الدنيا ، ولا يركن منها إلى ما يقتضي فرحاً وسروراً وأنساً .
فتوطين النفس على المحن : يهوِّن على المبتلى بمس الجن ما يلقاه من أذى وبلاء عظيم من الجن لا يعرفه في كثير من الأحيان إلا هو ( وليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة ؟! ) .
ولكن الله سبحانه أبى في إرادته الكونية : أنه جاعل بعدَ كلِّ عسرٍ يسراً ، وبعد كل شدة فرجاً ، ( وإنما النصر مع الصبر ) .
فلا تيأس أيها المبتلى بمس الجان : من الفرج والمسرة لوجود المضرات والهموم والأحزان ؛ إذ ربما أتت الفوائد من وجوه الشدائد ،والشدائد من وجوه الفوائد،والأضرار من وجوه المسار ،والمسار من وجوه الأضرار ..
وربما كانت المنن في المحن ،والمحن في المنن ، وربما انتفعت من أيدي أعدائك ، وأوذيت من أيدي أصدقائك ..
ولا تعجب من ذلك : فكم من مغبوط بنعمة هي له الداء العضال ، ومبتلى بداء أو مرض هو في الحقيقة شفاؤه ؟! فرب خير في شر ، ونفع في ضرّ .
تجري الأمور على وفق القضاء وفي ... طيِّ الحـوادث محـبوب ومكـروه
فربما سـرني ما بت أحــذره … وربمــا ساءني مـا بت أرجــــــوه
ومن المهمات لمن أراد النصر :
( أن يتفقد نفسه وما عليها من الحقوق : من صلاة وصوم ، وظلامة لمخلوق .. فإنَّ أكثر ما يمنع المطلوب، ويتعذر بسبه النصر يكون بسبب ذلك ) .
والله الموفق .