الدعاء الأول بعد صلاة ركعتين وقراءة (يس) إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ)..
اللَّهُمَّ يَا ظَاهِرًا بظُهُورِكَ الجميلِ العَلِىِّ. اللُّهُمَّ يَا مُتَجَلِّى بجَمَالِكَ الَّذِى خَلَبَ العقولَ وحَيَّرَ الألْبَابَ. نَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِكَ فِى مَظَاهِرِكَ, وإلَيْكَ بِكَ فِى ظُهُورِكَ: أنْ تَتَنَزَّلَ لَنَا بِتَنَزُّلِكَ الجَمَالِىِّ العَامِّ الَّذِى تَخْطَفُ بِهِ عُقُولَنَا حتَّى تُشَرِّفَ أَرْوَاحُنَا عَلَى قُدْسِكَ، إِشْرَافًا يَجْعَلُهَا تَقْتَبِسُ مِنْ نُورِ عِزَّتِكَ وجَبَرُوتِكَ قَبَسًا نُورَانِيًّا جَمَالِيًّا، يَجْعَلُ لَنَا أَعْمَالاً تَطُولُ فِى طَاعَتِكَ، وَأَنْفَاسًا تُصْرَفُ فِى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ، وَآيَاتٍ تُشْهِدُنَا جَمَالَ وَجْهِكَ ظَاهِرًا عَلَنًا. يَا قريبُ يَا مجيبُ.
إلهِى إلهِى إلهِى، أَبْدَعْتَنَا عَلَى صُورَتِكَ، وأَهَّلْتَنَا لاسْتِحْضَارِكَ فِى جَمِيعِ شُئُونِنَا. ولَكِنَّكَ سبحانَكَ ظهرْتَ لمَنْ عَرَفَكَ فِى كلِّ شَىْءٍ، وحُجِبْتَ عَمَّنْ جَهِلَكَ فِى كلِّ شَىْءٍ، حتَّى كنْتَ بِقُدْرَتِكَ العَلِيَّةِ العَجِيبَةِ مُحَيِّرًا عُقُولَ أنْبِيَائِكَ، مُجَنِّنًا عُقُولَ أَوْلِيَائِكَ، حتَّى أَفْنَيْتَهُمْ عَنْهُمْ بِكَ فِى كلِّ شَىْءٍ، وأَظْهَرْتَهُمْ بِكَ فِى كلِّ شَىْءٍ، فَكَانُوا أَلْسِنَةً لِلدَّلاَلَةِ عَلَى حَضْرَتِكَ لِلْمَحْبُوبِينَ، وَأَعْيُنًا مُشَاهِدَةً لِلْمَحْبُوبِينَ. فَنَسْأَلُكَ يَا قريبُ يَا مجيبُ أنْ تَمْنَحَنَا بَصَرًا مِنْكَ يُبْصِرُ جَمَالَكَ قَبْلَ كُلِّ شَىْءٍ، وَكَمَالَكَ قَبْلَ كُلِّ شَىْءٍ، وَفَوْقِيَّتَكَ عَلَى الأَشْيَاءِ حَيْثُ لاَ ظِلَّ وَلاَ مَعْنَى، وَلاَ اسْمَ وَلاَ وَصْفَ، فِى عَمَإِ العَمَاءِ حَيْثُ الأَحَدِيَّةُ الصِّرْفَةُ، حَتَّى نَحْيَا مَدَى الدَّهْرِ فِى انْتِفَاءِ الأَبَدِ فِى الأَزَلِ، حَتَّى تَكُونَ الوَحْدَةُ عَيْنَ الأَحَدِيَّةِ يَا مجيبَ الدعاءِ، بسـرِّ قولِكَ سبحانَـكَ:
)إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ* فَسُبْحَانَ الَّذِى بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَىْءٍوَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ( (يس: 82- 83).
الدعاء الثانى بعد صلاة ركعتين وقراءة )يس( إلَى قولِهِ تعالَىوَهُوَ الخَلاَّقُ العَلِيمُ(..
إلهِى إلهِى، بِنُزُولِكَ العَلِىِّ لإظْهَارِ شُئُونِكَ الجَلِيَّةِ، ولأَجْلِ إِبْدَاعِ الكَائِنَاتِ عَلَى أَتَمِّ مَا هِىَ عَلَيْهِ حتَّى عَجَزَتِ العُقُولُ عَنْ إِدْرَاكِ شُئُونِكَ: أسألُكَ باسْمِكَ العظيمِ الأعظمِ، يَا غَنِىُّ يَا مُغْنِى، يَا قَابِلَ التَّوْبِ ويَا غَافِرَ الذَّنْبِ، يَا شَافِى يَا مُعَافِى، يَا مُعْطِى يَا وَهَّابُ أَنْ تَتَنَزَّلَ لَنَا فِى هَذَا الأَوَانِ، وَفِى هَذِهِ السَّاعَةِ الَّتِى عَيَّنْتَ نُزُولاً يَجْعَلُ شُئُونَنَا فِى عَافِيَةٍ مِنَ الآلاَمِ، وَفِى غِنًى عَنِ الأَشْرَارِ، وفِى وُسْعَةٍ مِنَ الخَيْرِ، وفِى إِقْبَالٍ عَلَى حَضْرَتِكَ، يَا مَنْ أَنْزَلْتَ الكِتَابَ فِى لَيْلَةٍ يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ. أَنْتَ المُقَدِّرُ وأَنْتَ المُدَبِّرُ، أَطْلَقْتَ أَلْسِنَتَنَا بالدُّعَاءِ وهُوَ مِنْ قَدَرِكَ، فنَعْتَقِدُ أنَّكَ قَدَّرْتَ الخَيْرَ لأَنَّنَا سَأَلْنَاكَ.
أَقِمْنَا مَقَامَ الأَبْدَالِ مِنْ خِيرَةِ خَلْقِكَ، وَاجْذِبْنَا بِكَ إِلَيِْكَ وأَفْنِنَا بِكَ عَنَّا، وَأَشْهِدْنَا آيَاتِكَ العَلِيَّةِ الجَلِيَّةِ فِى جَمِيعِ شُئُونِكَ الَّتِى تَتَوَالَى لَنَا، حَتَّى لاَ نَغِيبَ بِالشُّئُونِ عَنِ المُشِىءِ، وَلاَ بِالعَطِيَّةِ عَنِ المُعْطِى. وَاجْعَلْ يَا إلهِى حَالَنَا وَمَآلَنَا حَالَ مَحْبُوبٍ وَمَآلَ مَطْلُوبٍ، وَأَعِزَّنَا بِوَجْهِكَ الجَمِيلِ مِنَ المِحْنَةِ وَالاخْتِبَارِ، وَالفِتْنَةِ وَالامْتِحَانِ حَتَّى تُوَاجِهَ وُجُوهَنَا بِنُورِ جَمَالِكَ، وَتُطَمْئِنَ قُلُوبَنَا بِذِكْرِكَ حُضُورًا، وَتَمْنَحَنَا المَزِيدَ بِشُكْرِكَ وُجُودًا، وَتَمْنَحَنَا مَزِيدَ العِلْمِ مِنْ عِنْدِكَ، وَالنِّعْمَةَ مِنْ لَدُنْكَ، وَالفَرَحَ بِفَضْلِكَ وَبِرَحْمَتِكَ.
إلهِى إلهِى إلهِى، إِنَّنَا بَشَرٌ لاَ مُجَانَسَةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ، أَنْتَ العَلِيمُ العَظِيمُ، وَنَحْنُ الأَدْنَوْنَ السَّافِلُونَ، وَلَكِنَّكَ جَمَّلْتَنَا فَجَعَلْتَنَا صُورَةً مِنْ صُوَرِكَ، بَلْ صُورَةُ الرَّحْمَنِ، بَلْ آيَةُ الآيَاتِ، سَخَّرْتَ لَنَا السَّمَوَاتِ وَمَا فِيهَا، وَالأَرْضَ وَمَنْ فِيهَا، حَتَّى جَعَلْتَنَا فَوْقَ العَالَمِينَ. وَزِدْتَنَا إِلَهَنَا عَنْ ذَلِكَ فَجَعَلْتَنَا خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، تِلْكَ الشُّئُونُ كُلُّهَا أَعْجَزَتْنَا عَنْ أَنْ نَقُومَ بِشُكْرِكَ شُكْرًا تَمْنَحُنَا بِهِ المَزِيدَ.
إلهِى إلهِى إلهِى، كُلُّنَا مَرْضَى فَاشْفِنَا قَلْبًا وَقَالَبًا، فُقَرَاءُ فَأَغْنِنَا عَنْ شِرَارِ خَلْقِكَ بِوَاسِعِ نِعْمَتِكَ، مُتَفَرِّقُونَ فَاجْمَعْنَا عَلَيْكَ، وَأَعِدْ لَنَا مَا كَانَ لِسَلَفِنَا مِنَ المَجْدِ وَالتَّمْكِينِ فِى الأَرْضِ بِالْحَقِّ.
إِلَهَنَا إِلَهَنَا إِلَهَنَا، أَمَرْتَنَا أَنْ نَسْأَلَ وَقَدْ سَأَلْنَا، وَوَعَدْتَنَا بِالإِجَابَةِ، وَقَدِ اطْمَأَنَّتْ قُلُوبُنَا؛ فَنَسْأَلُكَ يَا غِيَاثَ المُسْتَغِيثِينَ أَنْ تُزَكَِّى نُفُوسَنَا وَأَنْ تُطَهِّرَ جَوَارِحَنَا، وَأَنْ تُشْهِدَ أَرْوَاحَنَا، وَأَنْ تُكْرِمَنَا وَأَوْلاَدَنَا وَأَحْبَابَنَا، وَأَنْ تُوَفِّىَ دُيُونَنَا، وَتَقْضِىَ حَوَائِجَنَا، بِسِرَِّ قَوْلِكَ سبحانَكَ: )إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ* فَسُبْحَانَ الَّذِى بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَىْءٍ كُلِّ شَىْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ( (يس: 82- 83).
الدعاء الثالث بعد صلاة ركعتين وقراءة )يس( إلَى قولِهِ تعالَىوَهُوَ الخَلاَّقُ العَلِيمُ(..
اللَّهُمَّ بظُهُورِكَ فِى مُعَامَلاَتِ خَلْقِكَ تَنْفِيذًا لِقَدَرِكَ وَسِرِّهِ، أَسْأَلُكَ يَا مَنْ أَقَمْتَ أَحْبَابَكَ فِيمَا تُحِبُّ وَجَذَبْتَهُمْ إِلَيْكَ، يَا مَنْ جَعَلْتَ قُلُوبَهُمْ بَيْتًا مَعْمُورًا بِكَ، وَجَعَلْتَ هَيَاكِلَهُمْ كَرَاسِىَّ لِعِزَّتِكَ، وَمَنَحْتَهُمْ سَمْعًا مِنْ سَمْعِكَ، وَبَصَرًا مِنْ بَصَرِكَ، وَلِسَانًا مِنْكَ، نَسْأَلُكَ بِلِسَانِ الضَّرَاعَةِ، وَبِقُلُوبِ الخَشْيَةِ، وَبِأَفْئِدَةِ التَّوَاضُعِ وَالذِّلَّةِ، أَنْ تَتَجَلَّى لَنَا فِى تِلْكَ اللَّيْلَةِ فَتُجَمِّلَنَا بِاجْتِلاَءِ صِفَاتِكَ فِى هَيَاكِلِنَا، حَتَّى نَكُونَ صُورَةً حَقَّةً نَاطِقَةً بِوَحْدَانِيَّتِكَ، آنِسَةً بِشُهُودِ أَسْمَائِكَ وَصِفَاتِكَ، سَاكِنَةً أَنْفُسُنَا إِلَيْكَ يَا مُنَفِّسَهَا، وَنَوَّعْتَ التَّكَالِيفَ لِتَنْعَمَ كُلُّ قُوَّةٍ مِنْ قُوَانَا بِمَشْهَدٍ قُدْسِىٍّ. أَشْهِدْنَا إلهِى فِى مَرَائِى هَيَاكِلِنَا جَمَالَكَ العَلِىَّ المَصُونَ، وَغَيْبَكَ الكَامِلَ المَكْنُونَ، حَتَّى نَكُونَ مَعَكَ فِى مَقَامِ المُشَاهَدَةِ، وَعِنْدَكَ فِى مَقَامِ الفَنَاءِ، وَلَدَيْكَ فِى مَقَامِ الاتِّحَادِ حَتَّى نَغِيبَ عَنَّا، وَنُوَحِّدَكَ لَكَ، وَنَشْهَدَكَ فِى مَظَاهِرِنَا، حَتَّى نَرَى ظِلَّ صِفَاتِكَ ظَاهِرًا فِى أَنْوَارِكَ الخَفِيَّةِ يَا رَبَّ العَالَمِينَ، بسرِّ قوْلِكَ سبحانك:
)إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ* فَسُبْحَانَ الَّذِى بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَىْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ( (يس: 82- 83)، وَصَلَّى اللهُ علَى سيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ.